لم يقل لنا أحد ما هى المعايير التى تنتهجها جامعة شنغهاى فى تصنيفها لمستوى الجامعات فى العالم، وما هى دلالة ما تقوم به؟ وهل اختيارك ضمن الـ500 جامعة على مستوى العالم يعد إنجازا وطنيا تفرد له صحف القاهرة مساحات بارزة؟ وما هو المجد الذى انتزعته مصر بحصول جامعة القاهرة على المركز الـ402 هذا العام؟ أى طموح هذا الذى يجعل رئيس الجامعة مزهوا بالترتيب الصينى؟ لأول مرة فى التاريخ يفرح أناس لأنهم فاشلون، والجديد أننا تقدمنا مركزين هذا العام، بأمارة إيه؟
الدكتور جابر نصار قال بعد الخبر، إن المركز المتقدم الذى أحرزته جامعته يعود إلى «تطوير العملية التعليمية والبحثية وزيادة الإنفاق على أعمال التطوير والتحديث وإنتاج بحث علمى فى مختلف المجالات المعرفية»، كلام يوحى بأن الانتصار جاء بسبب الإنفاق على العلم فى مصر، طبعا الجامعة طلعت ميسورة الحال من ورانا، بدليل أنها تبرعت لصندوق تحيا مصر بـ20 مليون جنيه، جامعة القاهرة هى عنوان العقل والحداثة فى مصر، كانت تستحق أن تكون ضمن العشرة الأوائل لأنها تشير إلى شىء أكبر، لم يشعر المسؤولون بالغيرة على تراجعها، هم يبررون الخيبة بالحديث عن الإنجازات الوهمية التى حققوها، تماما كما فعل السابقون، كنت أنتظر مساءلة علنية لوزير التعليم العالى عن هذا الانهيار، أنت أمام أشخاص معقدين ينقصهم الطموح، يعتبرون ما حدث إنجازا لدرجة أن نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا قال «إن الجامعة نفذت خطة تستهدف التواجد فى التصنيفات العالمية، وأنشأت مجلة علمية دولية باسمها».. كسبنا صلاة النبى.