فى البداية أعتذر عن العنوان إذا كنت تظنه مسيئا، لكن من يتأمل فى مخلوقات الله سيكتشف بسهولة مدى تشابهنا مع عالم الحيوان، خاصة تلك التى تتناول اللحم، ولك أن تعرف أن الإنسان يشارك الشمبانزى فى نسبة %98 من الجينات، وهو رقم مدهش، ولو تابعت برامج الحيوان فى القنوات المتخصصة سيعتريك الذهول من درجة التماثل بين دنيا البشر ودنيا هذه الكائنات العجيبة.
فى كل فصائل الحيوان اللاحمة، الذكر هو المسيطر وليست الأنثى، والذكر يدخل فى معارك كثيرة وعنيفة مع الذكور الأخرى من فصيلته تصل حد الموت أحيانا من أجل الاستحواذ على الأرض والإناث «عند الإنسان تصبح السلطة والمال والزواج الرسمى وربما العلاقات النسائية غير الشرعية محل نشاط الرجل واهتمامه، وقد قتل الإنسان ملايين من أشقائه البشر طوال تاريخه من أجل السلطة والمال والمرأة، فهل يوجد فرق بين الإنسان والحيوان؟».
الأنثى فى عالم الحيوان لا تبحث إلا عن الأمان، ولا تلبى سوى نداء الأمومة، وهكذا تقبل أنثى الدب أو الفهد أو النمر أو اللبؤة أو أنثى القرد أو الشمبانزى.. كل هذه الإناث تقبل التزاوج من الذكر حتى تحقق غريزة الأمومة من ناحية، وحتى تضمن قدرًا من الأمان وهى ملتصقة بذكر يحميها من ناحية أخرى، فلا تنس أن الغابة تحتشد بوحوش كاسرة، ولا توجد أنثى قادرة على هزيمة ذكر من فصيلتها!
المثير للعجب أن هناك ذكورًا لا ينشغلون بتأسيس أسرة، وكل ما يهمه هو التلذذ بالجنس فقط، فنراه يطارد الأنثى حتى يتحقق الوعد ثم يختفى من حياتها إلى الأبد، فتتولى الأنثى تربية أبنائها أو أشبالها، ولعل ذكور الفهد والنمر أشهر هذه الحيوانات الأنانية، وكم نرى فى دنيا البشر من «رجال» تهجر نساءها أو زوجاتها، ولا ينشغلن بتربية الأبناء، إذ يقع العبء كله على المرأة.
الفرق الوحيد بين الإنسان والحيوان كما لاحظ أحمد بهاء الدين هو أن الإنسان «حيوان» له تاريخ، فقد دوّن أفعاله وجرائمه على الحجر وفى الورق، وهكذا صار الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يفخر بأنه يقتل شقيقه!