كلما حلت علينا مناسبة سواء كانت دينية مثل الأعياد أو مناسبة وطنية تجسد تاريخا يمثل قيمة ومعنى بالنسبة للدولة المصرية، تخرج علينا الجماعة المحظورة ومن هم على شاكلتها من الجماعات الإرهابية الأخرى التى تطلق على نفسها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان مثل «أنصار بيت المقدس» أو «أجناد الأرض» وغيرها من الجماعات التكفيرية التى ترفع علم «القاعدة» ببيانات عبر وسائل الإعلام الموالية لها تبث من خلالها السموم وتحاول بشتى الطرق إثارة الرعب فى القلوب وذلك بالإعلان عن عمليات إرهابية سوف تنفذها خلال هذه المناسبة أو تلك.
وكان آخر تلك التهديدات ما أعلنت عنه تلك الجماعة الإرهابية بأنها لن تترك الشعب المصرى يهنأ أو ينعم بعيد الفطر المبارك مؤكدة أنها سوف تجعل أفراح المصريين تتحول إلى أحزان وأنها سوف تجبر الناس على تبديل لون الملابس البيضاء فى العيد إلى اللون الأسود حينما يتشحون بالسواد حداداً على ما سيتم حصده من أرواح فى تلك العمليات الإرهابية التى تستهدف فى المقام الأول الجنود من أبناء الشعب سواء كانوا جنودا فى الشرطة أو فى الجيش.
وعلى الرغم من كل تلك التهديدات التى كان هدفها الأساسى هو إحراج الرئيس وهز ثقة الناس فيه والنيل من هيبة الدولة وزعزعة استقرار الوطن وإشاعة روح الفوضى فى كل مكان على أرض مصر، إلا أن الله سبحانه وتعالى وهو القادر على كل شىء قد رد كيدهم فى نحورهم وأحرق قلوبهم التى يملؤها الحقد وأسال دماءهم غير الزكية بعد كل تلك الضربات الموجعة التى تلقتها الجماعة الإرهابية ومن يساندونها فى الداخل والخارج على يد قواتنا المسلحة وعلى يد رجال الشرطة الأقوياء، فقد تمكنت أجهزة الدولة من فك شفرات تلك العمليات الإرهابية الغاشمة وتم إفشالها قبل تنفيذها باستثناء بعض العمليات البسيطة التى لم تهز ثقة الشعب فى الدولة القوية التى أصبحوا يشعرون بالانتماء إليها الآن.
نعم لقد أصبح المواطن يشعر بأنه يعيش فى دولة مؤسسات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، دولة قوية لها أذرع طويلة قادرة على الوصول إلى كل مكان وفرض سيطرتها على كل شبر من أرض الوطن وقادرة على مطاردة تلك الفئران «المذعورة» وإخراجها من جحورها والإمساك بها، فنحن لدينا الآن جهاز شرطة لابد أن نفخر به بعد أن استطاع وبكل جدارة أن يهيئ الأجواء الصحية للمواطنين لكى يخرجوا فى أيام إجازة العيد دون خوف وحثهم على أن يتجولوا فى الشوارع والمتنزهات والميادين على الرغم من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة.. ولكن والحق يقال إن الارتفاع الشديد فى المعنويات التى سادت بين الناس جعلتهم يتناسون تلك الأحوال الجوية السيئة وحرارة الجو المرتفعة ويخرجون من بيوتهم معلنين أنهم مصرون على ارتداء الملابس البيضاء، معلنين للعالم كله أن هذا اللون الأسود الذى أرادت تلك الجماعة الإرهابية أن يكتسى به الناس فى العيد لا يليق إلا بهم لأنه يشبه كثيرا لون قلوبهم التى ملأها الحقد والغل والكراهية تجاه كل ما هو جميل فى مصر.
لقد كان الملف الأمنى فى مقدمة اهتمامات الحكومة بكل أجهزتها المعنية وذلك تأكيداً للتوجهات التى حرص عليها الرئيس السيسى ووضعها على عاتقه منذ البداية حين تعهد للشعب أنه لابد من وضع نهاية لهذا الانفلات الأمنى الذى عاشه الشعب المصرى على يد عصابات الإرهاب والمتاجرين بالقيم النبيلة والمتشدقين بتعاليم الإسلام وهم أبعد ما يكون عن سماحة الإسلام.
ولن أكون مبالغا إذا قلت إن الدولة القوية ممثلة فى «الجيش « و«الشرطة» التى نعيش فى رحابها الآن نجحت عن جدارة فى كتابة شهادة وفاة للإرهاب الذى يمكن أن نطلق عليه اسم «إرهاب المناسبات» والذى لم نكن نسمع عنه إلا فى كل مناسبة، واعتقد أن نجاح الدولة بهذا الشكل المشرف لم يأت من فراغ وإنما جاء تكليلاً لجهود مضنية بذلتها أجهزة الأمن وما تزال تبذلها من خلال المبدأ الثابت لدى رجل الأمن وهو منع الجريمة قبل وقوعها، كما أنه جاء أيضاً بفضل تعاون الشعب مع الدولة وذلك بعدم الاستسلام لتلك المخاوف التى حاول أعضاء تلك الجماعة الإرهابية بثها بين الناس بشتى الطرق، فالمواطنون وبعد كل ما عاشوه من سنوات خوف ورعب وفقدان الأمان لم يعد أمامهم خيار آخر سوى مواجهة الأمر بشجاعة الوقوف فى وجه الإرهاب.
وعلى جانب الآخر من المشهد الرائع الذى عاشته الدولة المصرية القوية خلال الأيام القليلة الماضية كانت قواتنا المسلحة تقوم بدورها المنوط بها فى حماية حدود وتراب الوطن ليس هذا وحسب بل وكانت أيضاً فى مهمة مقدسة وهى مطاردة العناصر الإرهابية التى كانت تهدد أمن وسلامة الوطن والتى تقف وراء كل العمليات الإرهابية التى راح ضحيتها جنود أبرياء يقومون بواجبهم المقدس فى حماية الحدود فتمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من توجيه العديد من الضربات القوية لأكثر من خلية إرهابية فتمكنت من تنفيذ ما وعد به الرئيس بالثأر للأبرياء الذين راحوا ضحية الغدر والخسة فى النقطة الحدودية بالفرافرة.
ما قامت به الأجهزة الأمنية التى ما تزال تقوم به فى حربها ضد الإرهاب يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أننا سائرون فى الطرق الصحيح وأن الدولة المصرية العريقة عادت إلى سابق عهدها دولة قوية ذات مؤسسات عميقة وأنها وبما يجرى الآن من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادة تسير بخطى واثقة إلى الأمام حيث لم ولن تعود إلى الوراء مها كانت الأسباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة