«1»
المكان: وسط البلد
الزمان: 10 يوليو
هو: إيه يا أستاذ محمود.. الأخبار عندكم.. مفيش حل للكهرباء ولا إيه.. الموضوع زاد عن حده.
أنا: قريب إن شاء الله، الحكومة بتقول إنها هتدعم شبكات الكهرباء وهتنشئ محطات جديدة.
هو: ربنا معاهم، إحنا عارفين اللى البلد بتمر بيه ومستحملين، لكن برده والنبى وصلوا صوتنا.. وقولوا للحكومة الشعب معاكم بس حلوا المشكلة.
نفس المكان مع نفس الشخص بعد 35 يوما
هو: يا أستاذ محمود أزمة الكهرباء زادت عن حدها.
أنا: هتتحل إن شاء الله، ولازم نستحمل.
هو: لأ نستحمل إيه بقى.. نستحمل 5 مرات تقطع فى اليوم، نستحمل إن كل أشغالنا تتعطل.. حرام عليهم والله اللى بيحصل ده.
ما سبق نص حوار قصير بينى وبين أحد الأصدقاء حول أزمة الكهرباء، لاحظ الفرق فى كلمات نفس الرجل منذ بداية الأزمة ووقتنا هذا، الرجل وطنى يخاف على مصر، عاهد نفسه أن يتحمل من أجل أن تستقر البلاد، ولكنه الآن لم يستطع، لا يفرق معه لا حكومة ولا بلد، يفرق معه فقط ألا تنقطع الكهرباء.
تغير مفردات الرجل وتعليقاته على أداء الحكومة يعكس حالة السخط العامة لدى قطاع كبير من الشعب المصرى بعد تكرار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة تصل إلى 5 أو 6 مرات يوميا، فضلا على أن الانقطاع يصاحبه تخبط فى إدارة ملف الكهرباء.
«2»
13 يوليو على صفحات «المصرى اليوم» قال رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب متحدثا عن الكهرباء: أزمة انقطاع الكهرباء ستنتهى خلال 45 يوما.
16 أغسطس على صفحات «الدستور» قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء: أزمة انقطاع الكهرباء ستنتهى بعد 4 سنوات.
تصريحان فى توقيتات متباينة لوزيرى الكهرباء ورئيس الوزراء، ورغم ثبات مشكلة انقطاع الكهرباء وثبات الحجم الطبيعى للاستهلاك، ينكشف العوار الحقيقى فى التعامل مع ملف الكهرباء، التناقض فى المعلومات بين رئيس الحكومة ووزير الكهرباء المسؤول الأول عنها أمام الشارع، التخبط الدائم فى ملاحقة الأزمة وعدم السيطرة عليها وانتقالها من مشكلة يمكن مواجهتها إلى خطر يهدد بقاء الحكومة نفسها. رغم جولات إبراهيم محلب المكوكية من الإسكندرية حتى أقصى الصعيد، فإن انقطاع الكهرباء ساعة واحدة يهدر كل طاقته الإيجابية ويضيع كل سعيه نحو تحقيق الاستقرار والتقدم بالبلاد إلى الأمام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة