ناصر عراق

لغتنا العربية.. مريض على الحافة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014 03:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنظرة سريعة إلى حال لغتنا العربية الآن سنكتشف بسهولة أنها تشبه مريضا على حافة الموت، فلا أحد يتحدث بها بشكل صحيح، ولا أحد يرعاها ويشد أزرها، بل الكل استباحها وتركها نهبا للفوضى واللغات الأقوى.

فى البداية علينا التأكيد أن اللغة ليست أداة تواصل بين البشر وحسب، وإنما هى وسيلة للتفكير والابتكار والاختراع، كما أود أن أشير إلى أن التاريخ يوضح لنا أن المجتمعات الأقوى تفرض ثقافاتها ولغاتها على المجتمعات الأضعف بشكل غير مباشر،كما لاحظ بحق ابن خلدون منذ ما يقرب من 500 عام.

إذا اتفقت معى على صحة هذا الكلام، فتأمل الوضع المزرى للغة العربية الآن، فنحن لا نخترع ولا نبتكر منذ عدة قرون، وإنما نعيش عالة على الحضارة الأوروبية، وبالتالى نستهلك ما يبتكرونه ونقلدهم فى الملبس والمأكل، تأمل الأنواع المختلفة للوجبات السريعة مثل كنتاكى/ هارديز/ بيتزا، إلى آخره، لتتذكر أنها كلها وجبات تم إعدادها فى المطابخ الغربية وفرضها السوق الرأسمالى القوى على شعوب الكرة الأرضية بغض النظر عن طبيعة كل شعب وثقافته مع الطعام وفنونه، الأمر أيضا ينطبق على الملبس من أول البلدة ورابطة العنق حتى البنطال الجينز والحذاء الرياضى.

أما إذا تحركت فى شوارع القاهرة وميادينها فستجد حجم اللافتات المكتوبة بالإنجليزية والعامية المصرية الركيكة فى ازدياد مدهش من يوم لآخر من أول الإعلانات حتى أسماء المحلات، والأغلب أن تكتب الكلمة الإنجليزية بحروف عربية مثل «سنتر» / Centre.

إن عملية تدمير اللغة العربية تجرى على قدم وساق بقصد أو بدون قصد، وهى نتيجة منطقية لضعف قوانا السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية بكل أسف، وإذا استمر الحال هكذا دون وقفة جادة لحماية لغتنا وتنميتها، فتخيل الأمر بعد قرن من الزمان.

أرجوك.. لا تعتمد على الآية الكريمة «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، ذلك أن الله جل علاه يتعهد فى هذه الآية أنه هو من سيحفظ القرآن الكريم، وليس بالضرورة أن يحفظها المسلمون والعرب.
اللغة العربية فى خطر محدق.. فمتى يتحرك أولو الأمر؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة