«أموال مبارك بالخارج 1,5 مليار دولار».. هذا هو العنوان الرئيسى لـ«اليوم السابع» أمس، ووفقًا لما كتبه المحرر محمد العالم فإن المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، عقد اجتماعًا مع المستشار يوسف عثمان، رئيس جهاز الكسب غير المشروع، بشأن آخر ما توصل إليه الجهاز حول حقيقة أموال مبارك، وأسرته، وعدد من رموز نظامه.
المفارقة أن المستشار عثمان أكد لوزير العدل أن حجم أموال مبارك غير معلوم بالكامل للجهاز حتى الآن، وأن جهود الجهاز أسفرت عن تجميد مليار ونصف المليار دولار فقط مودعة فى الدول الأوروبية لمبارك وأسرته وبعض رموز نظامه المعروفين إعلاميًا.
لعل ظهور هذه المعلومات الموثقة الآن تدحض أى دفاع عن مبارك وزبانيته، سواء تصدى لهذا الدفاع الرئيس المخلوع نفسه فى كلمته أمام المحكمة قبل أيام، أو رجاله الذين يكافحون لتشويه ثورة يناير المجيدة بكل السبل، لدرجة أنهم لا يستحون أن يطلقوا عليها مؤامرة!
المثير للشفقة والسخرية فى آن واحد أن الذين يدافعون عن مبارك يزعمون أنه كان وطنيًا لم يخن بلاده، باعتبار أن مرسى كان خائنًا إذا ثبتت التهمة الموجهة إليه بأنه تخابر مع دول أجنبية، وكأن سرقة أقوات الشعب، وتهريب أموال المصريين بالمليارات إلى الخارج ليس عملًا إجراميًا يوازى خيانة الوطن إن لم يزد!
لقد ترك مبارك عشرات الملايين من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، يكابدون أمراضًا مستعصية بسبب سوء التغذية والمياه الفاسدة والإهمال الطبى، بينما مبارك ورجاله وأتباعه ومنافقوه يستمتعون بالإقامة فى القصور والفلل، محاطين بالخدم والحشم، ويستقلون أفخم أنواع السيارات، ويجوبون العالم من باب السياحة والترفيه.
أما إهماله فى شأن التعليم والثقافة فحدث ولا حرج، ولولا هذا الإهمال ما خرجت أجيال جاهلة بديننا الإسلامى الحنيف، تتخذ من القتل وسفك الدماء عنوانًا لأفكارها المتخلفة القادمة من الصحراء، وها نحن نعانى إجرام جماعة الإخوان وأنصارها لأنها استشرت وتضخمت ماليًا وتنظيميًا فى عهد مبارك الذى ترك لها الباب مفتوحًا لتدمر عقول شبابنا المندفع والمخدوع.
لكن لم يخبرنا أحد.. متى يمكن لنا استعادة أموال مبارك.. آسف.. أقصد أموالنا؟!
