كان والدى، رحمة الله عليه، يعمل بتجارة الدقيق، وعشقه لمهنته ارتبط بحبه لكل من يعمل على دعم الإنتاج المحلى منها وتنشيط سوق السلع الغذائية فى مصر وتوفيرها للمواطن المصرى البسيط، وتجسد الحب العظيم لوالدى فى شخص الدكتور أحمد الجويلى وزير التموين الأسبق الذى رحل عن عالمنا قبل أيام.
دائماً ما كان يرددها والدى على مسامعى «التاريخ سيكتب الجويلى وهيذكره بالخير، أنا كتاجر والمواطنين الغلابة وأهالينا فى الفلاحين والأرياف بيدعوا له بالخير لأنه بيلمس احتياجاتهم البسيطة وبيعمل على توفيرها أول كل شهر وكمان بيدعم كل السلع فى بطاقات التموين، وخلى بالك يا محمود لما الناس تبدأ تدعى للوزير اعرف أنه وزير صالح أما بقى لا قدر الله لو دعوا عليه اعرف إن نهايته قربت فى الحكومة».
انطلاقاً من كلام والدى الغالى «الحاج عبد الحميد الحاج»، فإن الوزير الذى يدعى عليه المواطنون حالياً هو الدكتور محمد شاكر - أتاسف لذكر ذلك - ولكنها حقيقة فى الشارع المصرى، الشارع الذى يعانى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بشكل متكرر، الشارع الذى يرصد يوميا تخبط وزارة الكهرباء فى إدارة الأزمة، الشارع الذى انتظر وعود يومية من الوزير بالحل العاجل دون أى حل، الشارع الذى تحمل لأيام سابقة بدعوى الحفاظ على البلد «ولازم كلنا نصبر إحنا فى مرحلة صعبة»، ولكن تضاعفت الأزمة لدرجة نفذ معها الصبر كله.
سيادة الوزير المحترم الدكتور محمد شاكر، اخرج من مكتبك المكيف وتلمس بنفسك غضب المصريين، تابع أحاديثهم فى المواصلات، تابع ثورة المصريين على الكهرباء، تابع أنين المصريين من كلماتهم البسيطة المنصبة بالأساس نقداً لحضرتك ولوزارتك، سيادة الوزير نغمات أغنية شعبان عبدالرحيم الأخيرة عن الكهرباء أصبحت «رنة» على أغلب الهواتف المحمولة، يعنى بدلاً من سماع جرس التليفون بتسمع «النور عمال بيقطع والحر شديد شديد، عشرين ساعة يقطع وأربع ساعات يقيد»، سيادة الوزير الإفيهات والنكت بين المصريين على حضرتك فقط.
سيادة الوزير اسمع دى: «لو حبيت تشترى شقة دور على عمود نور جنبها، ولو حبيت تشترى فانلة قطونيل اشترى اللى بتنور فوسفور فى الضلمة، ولو محصل الكهرباء خبط عليك ما تقلقش، هيخبط ويجرى ولو هتتجوز إحسم موضوع مولد الكهرباء وخلى العروسة تشتريه ولو حد سألك النور بيقطع ليه فى مصر قوله منوره بأهلها».
سيادة الوزير.. والدى بيقولك: «كفاية دعوات المصريين عليك، استقيل يرحمكم الله».