لا تتعجل.. فصاحب الاسم الذى يتصدر العنوان شاب من الإخوان أعلن توبته وقدم مبادرة للصلح مع المجتمع، وهو محبوس حاليًا على ذمة إحدى القضايا التى طالت العديد من شباب الجماعة المتورطين فى أعمال عنف ضد الشعب والدولة.
وفقا لما ذكرته «اليوم السابع» أمس، فإن إيهاب حنيدق موسى صاحب مبادرة الصلح قال: «إنهم يطالبون الدولة بمحاسبة قيادات جماعة الإخوان، مؤكداً أن هناك الكثيرين بالسجن يريدون إعلان توبتهم واعتذارهم للشعب، لكنهم ينتظرون ما إذا كان سيتم القبول بمبادرتهم من عدمه، مطالباً الدولة بعدم العفو عن أى شخص تورط فى القتل أو حمل سلاحًا، مشدداً على أن من يطلبون التوبة لم يتورطوا فى إزهاق أى روح أو التعدى على أى مواطن».
انتهى كلام إيهاب، وهو كلام طيب لا ريب، لكنه يطرح العديد من الأسئلة المهمة مثل: هل أعلن إيهاب والذين معه عن توبتهم بعد مراجعة حقيقية للأفكار المشبوهة التى اعتنقوها؟ أم أن ضغوط السجن دفعتهم إلى الإعلان عن ذلك حتى يتمكنوا من استعادة حرياتهم؟ وأنت تعلم أن الإنسان إذا فقد حريته – خاصة إذا كان شاباً – اعتراه «توتر شديد» قد يجعله يكفر بما آمن به وأوصله إلى السجن؟
السؤال الثانى: متى وكيف راجع إيهاب حنيدق أفكاره وآراءه وتيقن له أنها لا تصلح للعصر ولا لهذا الزمن؟ وما الكتب التى قرأها إيهاب وزملاؤه جعلتهم يكتشفون فساد الفكرة الإخوانية من الأساس؟ أما السؤال الثالث فيتمثل فى الآتى: هل أعلن إيهاب توبته من باب التقية خوفا من مصير مؤلم ينتظر أعضاء الجماعة المحبوسين والطلقاء؟
إذا كان إيهاب صادقا فى توبته، فليحمد الله أنه مازال شابًا، ذلك أن الشاب يمتلك مرونة فكرية قد تساعده على تجاوز الأفكار المغلوطة التى تسللت إلى عقله، بينما الرجل الكهل أو الكبير فى العمر يصعب عليه التخلى عن أفكار آمن بها واعتنقها منذ ثلاثين أو أربعين أو خمسين عاماً.
ليت الدولة تصيخ السمع إلى ما يقوله إيهاب ورفقاؤه، عسى أن ننقذهم من بؤس أسوأ الأفكار التى مرّت على مصرنا الحبيبة!