ما قاله الرئيس السيسى فى لقائه مع رؤساء تحرير الصحف حول وجود قنوات وصحف ومواقع جديدة تستهدف تشويه مصر وهز أركان الدولة، يجب أن يوضع فى حجمه الطبيعى، فلا تهوين ولا تهويل، ولنا فى التاريخ القريب أسوة حسنة يمكن أن نتوقع من خلال دراسة هذا التاريخ المستقبل المعتم لتلك القنوات والصحف التى تمولها جماعة الإخوان وبعض الدول التى أشار إليها الرئيس.
لعلك تذكر - أو قرأت إذا كان عمرك أقل من 45 سنة – عن جبهة الصمود والتصدى التى شكلتها عام 1979 أنظمة عربية فى العراق وليبيا واليمن وغيرها ضد نظام الرئيس السادات، لأنه – كما قالوا – ذهب وتفاوض مع إسرائيل منفردًا، ولم يستشر العرب.
على الفور غادر مصر رهط كبير من الصحفيين والكتاب والفنانين المصريين المعارضين للسادات، وتعاونوا مع هذه الأنظمة التى وفرت لهم المال الوفير لإصدار صحف من بيروت وطرابلس وبغداد وباريس ولندن تهاجم السادات وتفضح نظامه المتواطئ مع أمريكا وإسرائيل كما كتبوا.
اللافت أن نظام السادات كان مكروها جدًا من الغالبية العظمى من الشعب فى ذلك الوقت، نظرًا للغلاء الشديد الذى اكتوى بناره الملايين، علاوة على روائح فساد الكبار التى صارت تزكم الأنوف، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجهاز النفسى للشعوب يقارن بين رئيسهم الحالى ورئيسهم السابق، فكانت المقارنة دائما فى صالح عبدالناصر، لذا لم يحب المصريون السادات «أفتح هذا القوس وأقترح عليك إجراء مقارنة بين جنازتى عبدالناصر والسادات لتتأكد مما أقول».
المهم أن الشعب لم يقتنع بما يكتبه الصحفيون المصريون ضد رئيسهم فى الخارج، ولم ينصتوا إليهم برغم كرههم لهذا الرئيس، بل غضب الناس من هؤلاء الكتاب الذين يسبون مصر، لأن الرئيس عندنا فقط يرمز للوطن منذ زمن الفراعنة، ولا نقبل أن يشتمه أحد من الخارج، حتى لو أشبعناه سخرية فى الداخل، وهكذا لم تنجح جبهة الصمود والتصدى فى إسقاط نظام السادت واختفت الصحف المشبوهة!
لكل هذا ليس عندى شك فى أن القنوات والصحف التى تتربص بالنظام المصرى لن تنجح على الإطلاق!