حسن شاهين

السياسة مش رئاسة

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014 09:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ممن دخلوا الحياة السياسية فى خضم معارك الثورة من الأجيال الشابة التى لا يوجد لديها أى نوع من أنواع الوعى السياسى ولا الحد الأدنى من الثقافة والمعلومات التى لابد أن يستندوا عليها وما زالوا يعتقدون أن السياسة هى مدى قدرتهم على إسقاط رئيس، وأن يأتوا برئيس آخر دون النظر إلى الظروف المحيطة والتداعيات الدولية وحال البلد، سواء اقتصاديا أو سياسياً أو أمنياً، وليسوا على دراية حتى بكيفية إدارة الدولة وأجهزتها والتدابير الداخلية.

عليهم أن يعوا فى تلك الفترة الصعبة والمهمة فى تاريخ مصر أن السياسة لابد أن تكون معاركها بعد ثورتين هى معارك فى صالح الأغلبية الساحقة من البسطاء والفقراء من شعب مصر العظيم، وتصب فى صالح حياتهم من صحة وتعليم وغذاء وسكن آدمى، بالإضافة إلى العيشة بكرامة إنسانية والعدل بين المواطنين حتى يكونوا سواء أمام الدستور والقانون، وهذا دور الدولة بمساعدة السياسين على أساس الشراكة الوطنية للصالح العام.

وعلى كل الشباب الوطنى والأحزاب والكيانات الوطنية من التيارات المدنية الديمقراطية الآن أن يقفوا صفاً واحداً برغم اختلافاتهم الأيديولوجية والفكرية، ويعملوا على معركة البرلمان المقبل، لابد أن يقفوا بجوار بعضهم البعض فيها من خلال تحالفات متناسقة، حتى يستطيعوا أن يقدموا أفضل التشريعات والقوانين والخدمات التى تمس المواطن مباشرة، حتى يستطيعوا تطبيق دستور مصر الذى مهما كان فيه من انتقادات، ولكن الهيكل العام جيد وإذا طبق سيحدث طفرة فى الحياة السياسية والمجتمعية، ولا ننسى معركة مثل معركة المحليات أيضا، ولا شك أن المحليات هى عصب الدولة، وإذا اعتمدنا على تدريب الشباب داخل المحليات على كيفية الإدارة وترسيخ مفهوم الدولة لديهم، سيكونوا عوناً للدولة فيما بعد، وستنشئ الدولة كوادر جديدة، ويفرزها المجتمع والشعب حتى تصبح قادرة على تحمل المسؤولية،

وعلينا ألا ننسى أن هناك ثورتين لهما أهداف نبيلة، حاول الجميع أن يلتف حول هذه الأهداف ويسرقها كل فريق منهم لصالحه على سبيل أنه حامى حمى الثورة، وفى النهاية هى ثورة شعبية وأهدافها شعبية وبسيطة أيضاً، وأولها «لقمة عيش» للمواطن البسيط وهذه أقل أمنياته التى يريد الحصول عليها وهى ما دفعته للخروج. السياسة هى ليست القدرة على تغيير الأشخاص، ولكن هى مدى القدرة على تغيير السياسات إن كانت سياسات تفتقر حلولا جديدة لمشاكل تمس المواطن، وتقديم حلول أفضل وسياسات وخدمات أفضل، ولكن ليست صراعا لكى يفوز فيه كل من قال أنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة