شهدت الانتقالات الصيفية الأخيرة أسخن موسم كروى منّ عدة سنوات بعد حالة من الرواج الشديدة بانتقال أكثر من 150 لاعباً فى الدورى الممتاز وأضعافهم فى القسم الثانى بعد انتظام المسابقات وعودة الهدوء إلى الشارع المصرى بشكل عام.
وظهر واضحاً أن الكلمة العليا لوكلاء للاعبين والسماسرة فى الهيمنة على مقاليد الأمور بجميع صفقات اللاعبين أو حتى انتقالات المدربين من الأندية، فى مشهد يعيد ذكريات التسعينيات عندما كان المدرب الأكثر توافقا مع السماسرة يعمل كثيراً بغض النظر عن نجاحاته.
وبالطبع سيطرة السماسرة على مصير المدربين شىء غاية فى الخطورة لأنها علاقة محرمة تدفع المدربين لاتهامات الرشوة وتقاضى أموال من اللاعبين الذين يختارهم للتعاقد معهم، وكثيراً من المدربين سقطوا فى براثن هذا الوحل الذى حطم مستقبلهم وأطاح بهم من أماكنهم.
يظهر فى الوسط الكروى أسماء الوكلاء محمد شيحة ونبيل أبوزيد ومحمد حزين وتامر النحاس والسماسرة بالمئات يعملون بدون هوية لكنهم شطار ويسيطرون على أندية معينة يتحكمون فى مصير لاعبين ويهددون المدربين لوجود علاقات أخرى أكثر غموضاً مع أعضاء مجلس الإدارة الذين بعضهم فى عدد من الأندية ليس فوق الشبهات ولا يحرج من الحصول على عمولات بشكل علنى.. وكان نادى غزل المحلة المشهد الأكثر فساداً منذ عدة سنوات عندما سيطرت عصابة على الصفقات وتحصل على عمولات من المدربين واللاعبين برعاية المسؤولين الكبار.
دولة الكرة المصرية تحتاج إلى ثورة لتحريرها من قبضة السماسرة ووكلاء اللاعبين الذين يسيطرون على مصير المدربين والأندية ويرشون المسؤولين.
لابد من وقفة من الدولة.. ووقفة ضمير فى نفوس الرياضيين.