توجد أسماء عظيمة فى تاريخ الحركة الوطنية اليسارية بذلت أعمارها فى سبيل العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى ومواجهة الفاشية، سجنوا وحوصروا وتم اغتيالهم معنويا، ولم تكسرهم سلطة، بعضهم تحول إلى معنى إنسانى يتجاوز الحدود والتاريخ، لأنه جسد المثل العليا للبشرية، مثل أحمد نبيل الهلالى والدكتور على النويجى وأحمد عبدالله رزة ومحمد السيد سعيد وزكى مراد ومختار جمعة وأحمد طه وعم عراقى، وأبوالعز الحريرى الذى استدعت سيرته هؤلاء، أنت أمام بشر سيضعهم التاريخ بعد أن تنقشع الغمة فى مصاف الزعماء الكبار، لأنهم انحازوا إلى الفقراء وأشواقهم ووقفوا ضد تجريف الوجدان وضد التطبيع مع العدو الإسرائيلى وضد وحشية الرأسمالية وضد تجار الدين وسماسرة اليسار الرسميين الذين تحالفوا مع السلطة ضد العمال والفلاحين منذ أكثر من ثلاثين عاما.
الحريرى أصغر نائب برلمانى عن دائرة كرموز المناضل العمالى الديمقراطى العنيد، الذى فصل من البرلمان بسبب اعتراضه على كامب ديفيد فى السبعينيات، ووقف ضد بيع القطاع العام وتشريد العمال وابتذال قيمة العمل التى انتهجتها نخبة جمال مبارك من الذين أثروا من أراضى الشعب وشراء شركاته، وتصدى لجبروت السلطة فى عهد مبارك، ووقف أمام أحمد عز واحتكاراته وأبواقه الإعلامية، كان نائبا لفقراء مصر كلها فى البرلمان وليس فقط أبناء الإسكندرية، تصدى للإخوان وتم ضربه لأنه صادق ويعرف أنهم أخطر من الفقر نفسه على الفقراء، وضد سياسات المجلس العسكرى بعد يناير، هو واحد من المبشرين والفاعلين فى هذه الثورة، أعرفه طوال عمرى وأثق فى ابتسامته الواثقة.