قلنا إن الثقافة والفن والإبداع عمومًا عناصر القوة الناعمة لمصر، وجزء لا يتجزأ من مشروع نهضتها الحالية، لاستعادة مكانتها الطبيعية كقوة إقليمية ومركز للإشعاع الحضارى فى العالم.
وقلنا إن صناعة السينما تحتاج إلى رؤية ورعاية من الحكومة، وكذلك صناعة الدراما التليفزيونية والحركة المسرحية، فهذه الفنون ليست مجرد أدوات للترفيه، لكنها قلاع للصناعة الوطنية، شأنها شأن مصانع نسيج المحلة، وكفر الدوار، ومصانع الحديد والصلب، ومثلما تحتاج مصانع النسيج والحديد العتيقة إلى ضخ استثمارات جديدة لدعم الاقتصاد الوطنى، وتوفير فرص عمل جديدة، تحتاج الصناعات الثقافية إلى ضخ مزيد من الاستثمارات للسبب نفسه.
صناعة النشر أيضًا فى صلب الاستراتيجية لاستعادة الدور المصرى الغائب، فالمجلات والدوريات الإبداعية مثلًا قد تعطى ثقلًا ووزنًا لدول بكاملها غير موجودة على الخريطة، والسلاسل الإبداعية تجتذب نخبة الكتاب العرب إلى مركزهم الطبيعى فى القاهرة، والمهرجانات المخطط لها بوعى ورؤية قد تؤثر أكثر كثيرًا من أموال البترو - دولار عشرات المرات.
نحتاج الآن أكثر من أى وقت مضى إلى استعادة روح العميد طه حسين، وكتابه المهم «مستقبل الثقافة فى مصر»، الصادر فى ثلاثينيات القرن الماضى.. نحتاج إلى لجنة من المثقفين والحكماء يجلسون معاً، ويضعون الخطوط العريضة لاستراتيجية النهضة الثقافية المصرية المنوط بها استعادة تأثير مصر المتآكل.
فإذا كان التعليم والتربية يحتلان مكانة أساسية فى كتاب طه حسين «مستقبل الثقافة فى مصر»، فالشخصية المصرية فى ذاتها بحاجة إلى تأمل، لنعرف بالضبط ماذا جرى لها لتتحول وتنجرف إلى نموذج المهمش التائه والبلطجى العنيف واليائس غير المنتمى.
إعادة رسم الشخصية المصرية الجديدة، والدفع بنماذج جديدة متزنة وإيجابية وفاعلة لمواجهة المشهد باعتبارها القدوة والنموذج، جزء من الاستراتيجية الثقافية، وجزء من المشروع النهضوى الجديد، ومسؤولية لجنة الحكماء التى تفكر فى استعادة الدور الثقافى المصرى داخليًا وخارجيًا.
هل يمكن تحقيق هذا المشروع، واستكمال الحلقة الناقصة فى مشروع الرئيس السيسى؟ لابد أن تنجح.. يجب أن ننجح
موضوعات متعلقة:
الحلقة الناقصة فى مشروع السيسى «3»
الحلقة الناقصة فى مشروع السيسى 2
الحلقة الناقصة فى مشروع «السيسى»
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة