حمى البحر الأبيض المتوسط أحد الأمراض الوراثية، التى تنتشر حالات الإصابة به بشكل خاص لدى سكان البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وقد تم اكتشافه وتشخيصه عام 1945 بواسطة طبيب أمريكى كان يعمل بالجامعة الأمريكية ببيروت.
وعن هذا المرض يقول الدكتور عادل محمود أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية بجامعة عين شمس، أن السبب الأساسى لحدوث هذا المرض هو وجود خلل فى الجينات الوراثية المتواجدة على الكروموزوم رقم 16 فى جسم الإنسان، وعادة ما تبدأ أعراض المرض قبل عمر 18 سنة فى 90% من الحالات، وتحدث على هيئة نوبات تستمر من عدة ساعات إلى حوالى 4 أيام وتتكرر النوبة كل عدة أسابيع، يعانى خلالها المريض من ارتفاع بدرجة حرارة الجسم مع الآلام شديدة بالبطن، والتى فى كثير من الأحيان تشبه آلام التهاب الزائدة الدودية، وقد يتم تشخيص الحالة بالخطأ كونه التهاب بالزائدة ويتم عمل جراحة لاستئصالها بدون داع.
يوضح أستاذ الأمراض الروماتيزمية، أن المريض يشكو أيضا من آلام شديدة وأحيانا تورم بأحد المفاصل فى 75% من الحالات، و40% من المرضى يشعرون بالآلام فى منطقة الصدر، وينتج ذلك من التهاب الغشاء البلورى (المحيط بالرئتين) أو الغشاء التامورى (المحيط بالقلب) مما قد يتسبب فى صعوبة بالتنفس، وفى بعض الأحيان قد تحدث آلام عامة بعضلات الجسم، وطفح جلدى على الساقين، ونادرا آلام شديدة بمنطقة الخصيتين عند المرضى الذكور.
ومن أهم مضاعفات هذا المرض ترسب مواد بروتينية فى أنسجة الجسم المختلفة، وخاصة الكليتين، مما قد يؤدى على المدى الطويل إلى قصور شديد أو فشل بوظائف الكليتين، ويتم التأكد من تشخيص حمى البحر المتوسط عن طريق فحص الجينات المتسببة فى حدوث المرض فى عينة صغيرة جدا من الغشاء المبطن للفم، بالإضافة إلى ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء ونسبة بروتين سى التفاعلى بالدم أثناء النوبات.
ويوضح د. عادل أن علاج حمى البحر المتوسط أثناء النوبة الحادة يكون بمضادات الالتهاب، وفى الحالات الشديدة قد نلجأ إلى إعطاء حقن الكورتيزون بالعضل أو الوريد حتى تنتهى النوبة الحادة، وبعد انتهاء تلك النوبة ننصح المريض بالاستمرار على بعض الأدوية التى تمنع تكرار النوبات وتقى من مضاعفات المرض .
اليوم السابع يستقبل أسئلتكم واستشارتكم الطبية على البريد الإليكترونى
Health@youm7.com