يتعجب المرء كثيرًا حين يطالع خبر القبض على مؤسس كتائب حلوان المنشور فى أهرام أمس، والعجب يتأتى من أن المتهم واسمه مجدى محمد إبراهيم – 32 سنة - مجرد عاطل فشل فى الالتحاق بالجامعة، فانضم إلى جماعة الإخوان، فكيف تمكن من خداع مجموعة من الشباب وجرهم إلى الانضمام لما أسماه «كتائب حلوان» التى بثت الفيديو الشهير، الذى توعدوا فيه رجال الجيش والشرطة؟ هل زملاؤه فى الكتيبة عاطلون وجهلاء مثله؟ أم أنه كبيرهم الذى أمرهم بالالتحاق إلى مجموعته الإرهابية، وما عليهم سوى الانصياع للأوامر كما تربوا فى الجماعة؟
وفقا لما صرح به اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، فإن المتهم أرشد عن بقية زملائه، حيث تم القبض على سبعة منهم كما جاء بالأهرام أمس. هنا ينبغى أن نطرح عدة أسئلة أهمها، هل اتخذ المتهم الأول قراره بتشكيل جماعة مسلحة تستهدف رجال الجيش والشرطة بدون علم قيادات الإخوان؟ أم أنه تلقى أمرًا بتشكيل تلك العصابة المسلحة فاستجاب وتورط؟
الحق.. إن جهل الإخوان بالدولة المصرية وطبيعة الشعب يزداد بشكل مذهل، فكيف تخيلوا أن حفنة من شباب جاهل قادرة على تدمير أو تخريب جهاز الشرطة ومؤسسة الجيش؟ ألا يعلم هؤلاء الجهلة أن هذه الأجهزة تم تأسيسها منذ آلاف السنين، وأن التغيرات التى طالتها لم تؤثر فى قوتها وكفاءتها. حتى فى فترات الاحتلال الأجنبى – وهى كثيرة – كان المحتل يحرص دوما على تعزيز قوات الأمن لتحفظ كيان الدولة التى يحتلها، وإلا انفرط عقدها وتقسّمت مناطقها، ألم يقرأ قادة الإخوان وأنصارهم من تجار الدين عن الدور المحورى لنهر النيل فى تثبيت قوة الدولة وتعزيز أجهزتها كافة، سواء كانت أجهزة شرطة أو جيش أو أجهزة إدارية حتى يتمكن الحاكم من ضبط توزيع مياه النيل بأكبر قدر من العدل على الشعب، فلا تستأثر بهذه المياه جماعة أو منطقة؟
حين تابعت حكاية «العاطل» الذى يؤسس جماعة إرهابية لقتل الجنود، تذكرت «العاطل» فى روايتى التى تحمل الاسم نفسه وقلت.. شتان ما بين المسكين والمجرم!