اتحاد الكرة برئاسة جمال علام نجح فى العبور بالموسم الماضى لبر الأمان، وانتهت بطولتى الدورى والكأس على خير وسلام بعد عامين من التجميد عقب مذبحة بورسعيد، ووضح أن هذا المجلس الجبلاوى أكثر صمودًا فى بعض الأزمات، وأبرزها رفض قرار لجنة الأندية إلغاء الهبوط رغم ضغوط وهموم الأندية، وبالطبع ذلك يرجع لعدم وجود حسابات خاصة لدى مجلس علام الذى استطاع تحصيل ديون بالملايين من التليفزيون، وسداد مستحقات الحكام، ودعم رئيسى لعصام عبدالفتاح لاجتياز الفشل التاريخى للدوليين فى المحافل الدولية باختبارات اللياقة البدنية.
كلها أمور واضحة، وتحسب لمجلس الجبلاية، لكنّ هناك أمورًا أخرى مهمة داخل مبنى الجزيرة تحتاج ثورة تصحيح، لأن الفوضى والعشوائية تسيطران على العديد من الأمور، منها تعيينات الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، وعدم وجود معايير معروفة لاختيار المديرين الفنيين، والمدربين، ومدربى حراس المرمى، والأجهزة الطبية، والإداريين.. الاختيارات تبتعد تمامًا عن وجود أى مقاييس أو معايير أو رؤية معروفة تبرر اختيار مدرب دون الآخر.
وأيضًا يحتاج الاتحاد هيكلة إدارية حقيقية تنظم العمل بشكل فعال، وتقضى على البطالة المقنعة، ووجد أكثر من 10 موظفين فى إدارة نصفهم بدون عمل.. وإذا كنا نفترض صعوبة التفريط فى عاملين يمكن تفعيلهم فى إدارات أخرى، فإن الأهم هو الضرب بحديد فوق رؤوس مراكز القوى من الموظفين القدامى الذين يتقاضون رواتب مالية ضخمة لا تناسب الأعمال التى يقومون بها، فضلاً على كبار السن الذين وصلوا لسن المعاش والذين يستمرون فى أماكنهم بقرارات سيادية من كبار الجبلاية لمجرد أنهم يدينون بالولاء لهم.
ومشروع الهدف بمدينة 6 أكتوبر، هذا الصرح الكبير الذى يضم عددًا من الملاعب والغرف الفندقية الممتازة، لماذا لا يستخدم بالشكل الأمثل، ويكون إجباريًا على المنتخبات الوطنية التدريب به، وإغلاق أبواب المعسكرات بالفنادق الخاصة ذات التكاليف الباهظة، فكلنا يشاهد منتخبات أوروبية كبيرة تتدرب فى ملاعب مفتوحة أقل كثيرًا من مشروع الهدف الذى يمكن تطويره بشكل أكبر من خلال جهود هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى بالاتحادين الأفريقى والدولى، وتدخله لزيادة الدعم المالى من الفيفا ليكون أكثر تميزًا، وهذا أمر سهل على أبوريدة.
يجب أن يكون فاروق جعفر، المدير الفنى للجبلاية، صاحب الرأى والمشورة والقرار فى أى أمور فنية، لأنه الأكثر دراية وعلمًا وخبرة فى المعسكرات واختيارات اللاعبين والسفريات والأجواء المصاحبة للمباريات، على أن يكون دور إشراف أعضاء مجلس الجبلاية فى الأمور الإدارية فقط، وتذليل الصعاب التى تواجه الفرق.
فرصة كبيرة أمام مجلس جمال علام لاتخاذ قرارات ثورية تحسب له سواء استمر أو رحل.. فعلها عصام عبدالفتاح فى التحكيم، وبدأ يجنى ثمار جهوده فى التطهير، لماذا لا يتكرر ذلك فى المسابقات وشؤون اللاعبين والتسويق والإعلام لتكون ثورة جبلاية ضد العشوائيات المتراكمة منذ عشرات السنين؟