المجند محمد حسن عطوة عاد فى الوقت المناسب، ذهب لتحرير الأرض فى 1973 وعاد مع حفر قناة السويس الجديدة فى 2014، ذهب لإزالة آثار الهزيمة وعاد بعد استعادة المصريين لمصرهم، عاد بزمزميته والمشط الذى كان يسرح به شعره وأوراقه الثبوتية، عودته علامة من علامات النصر، أهله فى طوخ الأقلام فى السنبلاوين فرحين بعودة رفاته، ابنته سعيدة لأن جثمانه على بعد خطوتين من البيت، محمد حسن عطوة لم يعد مفقودا، صورته المعلقة على الحائط دبت فيها الحياة، عودته أعطت الأمل لكل المفقودين فى الحرب، وينبغى أن نتعامل مع الحدث بإجلال تستحقه التضحية، أنت أمام حدث كونى يجب أن تقدم له تعظيم سلام، تعظيم باليد والقلب والروح، مجند سلاح المركبات عاد من الحرب منتصرا بعد 41 عاما، علينا أن نستقبله استقبال الأبطال، على أعلى سلطة فى البلاد أن تلفه بالعلم الوطنى، وتعلن رسميا الانتصار الذى تأخر الإعلان عنه.
الاحتفاء به هذه الأيام هو احتفاء بالجندية، واعتذار إلى الذين حرروا الأرض ليستولى عليها اللصوص، ماذا يفعل الروائيون والسينمائيون أمام حدث كهذا؟ أمام عودة بطل بفردة بيادة واحدة وزمزمية أمل وعنوان، يجب أن يأخذه حرس الشرف إلى أهله على محفات المجد، المجندون فى بلادنا هم الأبطال الحقيقيون الذى يعاملهم التاريخ باستعلاء، محمد حسن عطوة عاد ليرد الاعتبار لأصدقائه الغائبين، علقوا صوره فى المدارس جنب الزعماء، وقولوا للأطفال: إن هذا الجندى المجند شارك فى تحرير سيناء مع القادة العسكريين العظام الذين يتم ذكرهم فى كل احتفال، تحدثوا معهم عن فضيلة الاستشهاد فى سبيل مصر.