فى حياتنا أنواع من الشخصيات التى تحيط بنا وكل مهمتها فى الحياة إحباطنا وتكسير مجاديفنا، هذه الشخصيات تدفعنا بكل قوة نحو التفكير فى أنفسنا بسلبية، وأننا غير قادرين على إنجاز أى شىء فى حياتنا، ستجد زوجا يفعل هذا بزوجته أو العكس، وستجد صديقا يفعل بك هذا، كل واحد منا فى حياته كائن محبط، حتى فى حياتنا العامة سنجد من يشكك فى كل شىء حولنا أو فى كل إنجاز تقوم به الدولة، دائما من يرى الصورة مظلمة ويحاول أن يجعلك تصدق أن كل شىء أكذوبة واشتغالة.. حالة من التشكيك فى كل شىء حتى فى قدرات الجيش ومشروع القناة والمشروعات الجديدة.
وإذا كنا نعانى دائما من ظواهر الشخصية المطبلاتية المفطومة على النفاق التى تتنفس الكذب والرياء، وقد أضاف الواقع لنا فى السنوات الأخيرة شخصيات غارقة فى بحور الظلمات بأفكارها السلبية ومن السلبية ما قتل. الفكر الانهزامى يولد الفشل والبعض يتعامل مع مشكلاته بالاستسلام والإحباط، وهو لا يدرك أن الحياة اليائسة لا مخرج منها إلا بالأفكار الإيجابية، عندما تعايش الأفكار السلبية معايشة كاملة، فإن قوتك سوف تصبح مشوشة تماما، والمقاومة تبدأ بالتخلص من السلبية، وضعف العزيمة، وانتقاد الذات والآخرين. علم النفس ينبهنا بعدم صنع العقبات وعوائق فى حياتنا من خلال التفكير السلبى تجاه المجتمع والآخرين، فالعقبات ليس لها عليك من قوة ما لم تمنحها انت هذه القوة.
إن بعض الأفكار تولّد الانفعالات، والانفعالات يمكنها أن تقتل أو تشقى، فما التفكير السلبى إلا قتل للحب والتوازن والموضوعية بداخل الإنسان، والانفعالات الهدامة والسلبية لها آثار مدمرة قاتلة ليس فقط على العقل والقلب بل على كل خلايا جسد المجتمع. وكما لا ينبغى أن يركز الإنسان على مناطق الضعف لديه، ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل، فلا ينبغى أن نفعل ذلك مع المجتمع بحيث لا نرى إلا الأجزاء المظلمة، وعلى الدولة خلق أهداف عظيمة وطموح لافت ينشغل به المجتمع بدلا من التفكير فى التوافه والدوران فى الفراغ الذى هو نقل للداء، لا بد أن يكون البناء والتحضر فى المجتمع منهج حياة. نحن فى احتياج لاستبدال التفكير السلبى بتفكير علمى إيجابى، فالإيجابية نجاح والنجاح فكرة تصبح إرادة أو تصير فعلا حتى تستحكم عادة ومن يعتاد النجاح لا يهزمه فشل.