تأثرنا جميعًا بواقعة ضرب مدير دار أيتام للأطفال المقيمين فى الدار، نشرنا الفيديو فى كل مكان، طالبنا بسرعة القبض على المدير، تدخلت وزارة التضامن الاجتماعى بشكل عاجل وتم القبض على الجانى، ونقل الأطفال إلى دار أيتام أخرى، وبغض النظر عما أفادت به التحريات بأنه فيديو قديم، أو من سربه كان لأسباب كيدية أو انتقامية، فإن الجريمة فى حق الأطفال حدثت بالفعل. ما حدث من تحول هذه القضية إلى قضية رأى عام، ولو حتى لمدة يوم واحد، جاء بنتيجة إيجابية فاقت التوقعات، وتم التدخل السريع فى هذه الواقعة، واتخاذ كل اللازم. وبالتأكيد فإن ما حدث من اهتمام منقطع النظير يعد مؤشرًا قويًا جدًا بأهمية دور المجتمع المدنى والرأى العام تجاه مثل هذه الأفعال، ولكن هذا لا يعنى أبدًا أن يقتصر دور المجتمع فقط على فضح ونشر الانتهاكات بعد حدوثها، وتوصيلها لمواقع التواصل الاجتماعى، لكن لابد أن يكون هناك دور توعوى ورقابى لمنع مثل هذه الانتهاكات، أو حتى تخفيض نسبة حدوثها. فقد أغفلنا كثيرًا أن هناك مجموعات من البشر كالأطفال الأيتام والمسنين لا يسلط عليهم الضوء الكافى من العناية والاهتمام، وكادوا أن يكونوا فى دوائر منسية، مع أنها دوائر الخير.. ومن هذا المنطلق وهذا المسمى المعبر تحمسنا نحن مجموعة من الشباب أن نفعل مجهودًا أو نشاطًا خيريًا تحت اسم «دوائر الخير»، بشعار «بعيدا عن السياسة. . قريبا من الإنسان»، وتقوم فكرته على تشكيل دوائر صغيرة داخل الأحياء المصرية المختلفة بالقاهرة والمحافظات، بحيث تقوم كل دائرة بتنفيذ الهدف الرئيسى لهذه الدوائر، والذى يتلخص فى متابعة النشاط الأهلى الخاص بالأيتام والمسنين والمعاقين، وغيرهم من فئات المجتمع التى تحتاج لمزيد من الرعاية فى ظل ضعف الرقابة الحكومية على الجهات المسؤولة عن هذه الفئات.. لكن هناك العديد من الأهداف الفرعية التى من الممكن أن تتمكن الدوائر من تحقيقها مع استمرار العمل وتوسعه، وزيادة الموارد البشرية التى من الممكن أن تلتحق بالدوائر عند انتشارها، وتفعيل عملها على الأرض، ومنها على سبيل المثال حصر الجمعيات التى تحتاج للدعم العينى والمادى داخل نطاق عمل الدائرة، ومحاولة إيجاد آليات مناسبة لتوفير ما نستطيع من هذا الدعم، وأن تعمل هذه الدوائر كحلقة وصل بين تلك الجمعيات والمتبرعين والمهتمين بهذا النشاط عمومًا، ورصد الجمعيات المخالفة، والعمل على فضح المخالفات بكل الصور الممكنة، وابتكار نشاطات خيرية لا تحتاج لتمويل كبير، ولا تقوم بها الجمعيات العاملة فى النطاق الجغرافى للدائرة، والتوعية بأهمية هذه الدور، وضرورة توفير حسن المعاملة، وإيجاد المناخ المناسب، سواء كان لأطفال يبدأون حياتهم، أو مسنين يكرمون على ما بذلوه طوال حياتهم، بالإضافة إلى منح الجمعيات الملتزمة «أيزو الخير»، ويجدد سنويًا، ما يعنى أن هذه الجمعية تستحق الدعم خصوصًا فى ظل انعدام ثقة الكثيرين بمعظم الجمعيات الخيرية. وقد تم الاتفاق بين المجموعة على أن تتشكل أى دائرة من 3 أفراد على الأقل، وبدون حد أقصى، وتعمل بشكل مستقل عن الدائرة المركزية، ويجب أن تحدد كل دائرة نطاقها الجغرافى، ولكل دائرة مسؤول يسمى «نقطة ارتكاز». والأهم فى الموضوع حتى يكون إطار العمل والرؤية واضحًا أن هذه الدوائر لا يحق لها لاحقًا أن تتحول إلى جمعية خيرية، والتركيز فقط على الهدف الأساسى، وهو مراقبة النشاط الأهلى والخيرى، والتوعية السليمة به، لا أن نتحول لجزء من هذا النشاط.
أتمنى أن تكون هذه بداية لعمل خيرى حقيقى هادف من أجل مجتمع أفضل لا توجد به دوائر منسية أو دوائر منكسرة، إنما دوائر نور وخير ومستقبل أفضل.. للتواصل ومعرفة المزيد جروب «دوائر الخير» على فيس بوك.