هل وقع أحدكم فى عشق الطاعة للكمال والجمال والعزة والرحمة والقوة والنور والكبرياء والرأفة والعدل والسمو.. والهيام بالخالق المبدع والمنشئ والسميع والبصير والمطلع والخبير والحسيب والعاطى الوهاب والجواد.. والفناء فى السرمدى الأزلى الأول والآخر والظاهر والباطن الواحد الأحد العليم الغفور الستار الرحمن الرحيم.. والوله بالقريب الكبير القدوس العزيز الرزاق الفتاح الصمد الحافظ الناصر المعز المذل سبحانه وتعالى.
من لم يفعل هذا ولم يقترب حسا أو معنى من هذا فقد مشى إلى صحراء الحياة حيث لا حياة ولا نور ولا ماء ولا غيث يروى ظمأ البدن والروح ولا عيون ينظر بها ولا عقل يعقل ويفكر ولا قلب ينبض معترفا بمن أبدعه من العدم، من لم يفعل فقد أصابته الغفلة.. واحتله الوهن.. والتف به الظلام.. واتخذته الشياطين بيتا ومستقرا.. وانحدر من العلو إلى السفح.. ثم هوى إلى القاع.. وابتلعه ظلامه.. وأماتت غلظته قلبه ثم أعدمته وأطفأت نوره ونزعت منه مصدر سروره.
من لم يفعل ذلك فقد سجن روحه ومنعها من الشوق إلى بارئها ثم ألقى بها فى جب ليس فيه قبس من النور ويأسها من الوصل والوصول وقربها من النار وعذاب النار.. ورفض السجود لرب الوجود.. فالساجد عارف والعارف مدرك والمدرك له بصر ويصيره.. والمبصر محب والحب باب القرب والمدخل للسعادة والمغفرة.. والحب يمنع المعصية وهذا لأن رضا المحبوب هو عين المنى وقمة السعادة وجنة المحب.
قال سيد الأولين والآخرين «لا يؤمن حدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه» لقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل الخطاب وأرض المعركة وهى القلب فذلك القلب إن اختار الله ورسوله فقد اختار الإيمان بالله سبحانه وتعالى الكمال المطلق السرمدى واختار أيضا النموذج البشرى الكامل الأقرب لله وهو أسعد المخلوقات لأن الله عز وجل أخبر بكماله وذلك بمعراجه للسماء واختراقه كل الحجب ووصوله إلى «قاب قوسين أو أدنى» فعرف سمو وعظمه ونور وقدسية القرب من الله الرحمن الرحيم خالق كل شىء وراحم كل شىء واختار بهذا الحب السعادة الأزلية. فالإيمان الكامل هو حب الله ورسوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة