تحت هذا العنوان الذى تصدر الصفحة الأولى فى أهرام أول أمس الخميس (خطة شاملة لتطوير العاصمة واستعادة وجهها الحضارى) ذكرت الجريدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب إعداد خطة شاملة للنهوض بمنطقة وسط المدينة وتطويرها بصورة كاملة، بما يتناسب مع وضع القاهرة كواحدة من أهم الحواضر التراثية فى العالم، وأضافت الأهرام أن المهندس إبراهيم محلب أوضح أن خطة إحياء منطقة وسط المدينة سوف تشارك فى إعدادها عدة وزارات إلى جانب محافظة القاهرة لضمان استعادة القاهرة رونقها، بعد حل مشكلة الباعة الجائلين.
كلام طيب لا ريب ليته يتحقق، علما بأن الخطة يجب أن تشمل كل المناطق والأحياء القديمة بالقاهرة، تلك التى تحتشد بمساجد وكنائس ومدارس وقصور وأسبلة تعود إلى مئات السنين، فهل ستترك الحكومة منطقة الحسين والدرب الأحمر والغورية ومصر القديمة والقلعة دون تطوير؟ وما الضامن ألا تعود الفوضى والقبح والقذارة إلى وسط القاهرة مرة أخرى؟ خاصة إذا أصرت الحكومة على أن تُبقى a وأجهزتها الإدارية منتشرة فى وسط البلد.
إن جوهر مشكلة القاهرة يكمن فى التكدس السكانى من ناحية، واضطرار الملايين إلى التواجد يوميا فى قلبها للتعامل مع الأجهزة الرسمية التى تحتل معظم مساحة وسط البلد من ناحية أخرى، لذا ينبغى التفكير فورا فى تخفيض عدد قاطنى القاهرة إلى النصف ونقل الوزارات والهيئات إلى خارج حدود العاصمة كما طالب بذلك المفكر المصرى الفذ الدكتور جمال حمدان فى موسوعته المدهشة (شخصية مصر.. دراسة فى عبقرية المكان) قبل ثلاثين سنة.
فى 6 يوليو من عام 969 ميلادية وضع القائد الفاطمى جوهر الصقلى حجر الأساس لتشييد مدينة القاهرة، وقد كتبت فى هذا المكان يوم 8 يوليو تحت عنوان (القاهرة.. عشرة خمسين) مطالبا بتنظيم احتفال عالمى فى يوليو من عام 2019 بمناسبة مرور 1050 عاما على تأسيس القاهرة، إذ قلت بالنص: (لقد دمرت أنظمتنا السابقة عاصمتنا التليدة، حتى باتت مأوى للقبح والفوضى والقذارة، لذا يجب أن يكون احتفالنا «القاهرة.. عشرة خمسين» أحد مشاريعنا القومية العاجلة).
ترى.. هل يحق لنا أن نحلم بذلك؟