أمين شرطة متهم باغتصاب معاقة ذهنية داخل قسم إمبابة، و3 أمناء بالقليوبية يخضعون للتحقيق بمعرفة قطاع التفتيش بالداخلية بعد تصويرهم لفيديو وهم يعبثون بجثة داخل مشرحة مستشفى الخانكة ويضحكون ويلقون النكات، وأمناء شرطة كثيرون متهمون بإساءة استخدام النفوذ وفرض الإتاوات على المواطنين فى إعادة لمشهد «حاتم» وزمنه فى فيلم «هى فوضى»، فما الذى يحدث بوزارة الداخلية؟
لا نريد أن نعمم ونقول إن جميع أمناء الشرطة فاسدون ومتسلطون ويسيئون استخدام النفوذ ويرتكبون انتهاكات وجرائم، لكننا أيضا لا نريد أن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونعتبر «الحياة لونها بمبى»، والأمن مستتب، أو أن تستغل الأوضاع الطارئة فى البلاد ومكافحة الإرهاب لعودة منظومة «الأمن المستبد».
لدينا انتهاكات كثيرة تمت على أيدى رجال شرطة ومعظمهم من قطاع الأمناء ونريد تحقيقات سريعة وشفافة حول تورط أى شخص، أيا كانت وظيفته، فى تحويل سلطة الأمن التنفيذية إلى سلطة استبدادية فاسدة لمصلحته الشخصية، ولا نريد فى هذا السياق أى تبريرات من الداخلية بأن الانتهاكات محدودة وأن التحقيقات تجرى بانتظام وقطاع التفتيش بالوزارة يقوم بدوره! لا أيها السادة الأوضاع الآن ومستقبلا لا تحتمل التعميم المفرط ولا التبسيط المخل، فلا نقبل أن نبتلع الصورة الشيطانية التى يروجها كتائب الإخوان الإرهابيين عن الشرطة المصرية وتحويل دورها البطولى فى مواجهة الإرهاب إلى مجرد قمع للمواطنين الشرفاء، ولا نقبل أيضا أن تتذرع الداخلية بأن الانتهاكات من رجالها محدودة وتغلق أفواهنا بعبارة نجرى التحقيقات.
نريد محاسبة رادعة ونريد إعلانا شافيا عن نتائج التحقيقات مع المجرمين والمنتهكين من رجال الداخلية إذا ثبت إجرامهم وانتهاكاتهم، وأعتقد أن فيديو مشرحة الخانكة أقوى دليل على هذا الإجرام كما أن أى تأخر أو تقاعس أو جبن فى الإعلان عن الانتهاكات من رجال الداخلية بحق المواطنين حتى لو كانوا متهمين، سيخلق حالة من التعاطف الزائف مع الإرهابيين من جديد وسيجعل كل جهود الشرطة فى ضبط الأمن حفنة تراب على الأرض!
هل يقبل رجال الداخلية ومسؤولوها بذلك؟
نحن لا نقبل ولن نقبل.