سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنقل إليك رسالة، من أحفاد الذين قادوا كل حركات التحرر ضد المستعمرين منذ فجر التاريخ، بداية من مينا حتى جمال عبد الناصر، الصعايدة بشكل عام، والقاطنون بالصعيد «الجوانى»، سوهاج وقنا والأقصر وأسوان على وجه الخصوص.
رسالة صامتة، وكلماتها مدونة على صفحات جباه الناس، تحكى عن حزن عميق، وألم يعتصر القلوب، ومرارة فى الحلوق، وخوف ورعب من الغد، واندثار الابتسامة من فوق الشفاه، والجميع يسير فى حالة من الكآبة، يحملون أجولة من الأسئلة الصعبة، حول غياب الأمن والأمان، وصعوبة بالغة فى البحث عن لقمة عيش، وتزايد استغلال تجار وأصحاب الذمم الخربة، واستعار نار الأسعار.
سيدى الرئيس، عند زيارتى هذه المرة للصعيد فى عيد الفطر، كعادتى فى الأعياد، لأول مرة فى حياتى أرى هذا الانكسار فى وجوه الناس، ولم تعرف فرحة العيد طريقها لهم، وشاهدت غياب الزيارات العائلية التى كانت تشتهر بها قرى ونجوع هذه المحافظات فى الأعياد، والشوارع خالية والجميع يئن ويصرخ من قلة الرزق، فزراعاتهم لا تكاد تطعم حيواناتهم، وأبنائهم جاءوا من ليبيا والعراق واليمن ودول الخليج، وضاقت بهم سبل الرزق، والأسعار يوما بعد يوم تشتعل، فى حين محاصيلهم تباع بنفس أسعار ما قبل ثورة يناير.
سيدى الرئيس، الحزن يكسى شرفات البيوت، فلا يكاد يخلو بيت من حزن عميق على ابن استشهد فى سيناء أو الوادى الجديد أثناء تأدية خدمته العسكرية، سواء فى الجيش أو الشرطة، ومن نجا منهم من غدر وحقارة الجماعات المتطرفة، فإن نار الثأر تطاله، ورصاص عصابات السطو المسلح، وقُطاع الطرق، ومطاريد الجبال تطاردهم، وتزهق أرواحهم.
سيدى الرئيس، أهالى الصعيد على غير كل مرة، يشعرون بالمرارة، من الإهمال المتعمد من الدولة، طوال العهود الماضية، وكذب الوعود، والنتيجة أن ثقتهم فى مثل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح.
سيدى الرئيس، خطر الانكسار المكتوب على جباه الصعايدة، كبير، وينذر بعواقب وخيمة، ولابد من الإسراع لمصالحة الصعيد، أمس قبل اليوم، واليوم قبل غداً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
اسيوط
عدد الردود 0
بواسطة:
الدوغري
الفقر
لو كان الفقر رجلا لقتلته
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف أبوضرغام
والله أنت صوتنا الحقيقيى يا صعيدى يا محترم
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد يوسف
ليس الصعيد وحده