بالقرار الذى أصدره المهندس إبراهيم محلب أمس الأول الأحد عن التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة تظل الثقافة المصرية فى قبضة العواجيز إلى أجل غير مسمى، وهو أمر محزن بكل أسف!
فى البداية علينا التأكيد على أن معظم أعضاء المجلس الجديد ليس مشهودا لهم بالوطنية والكفاءة فحسب، بل نكن لأغلبهم وافر التقدير والاحترام، نظرًا لما قدموه للفكر والإبداع والفن طوال عمرهم المديد، كما أفخر بأن كثيرًا من هؤلاء السادة الأعضاء تربطنى بهم علاقات مودة وامتنان، وقد وفرت لى المقادير التعرف إليهم عن قرب والتعلم منهم، لكن هذا شىء وأن تظل الثقافة المصرية أسيرة مجموعة من المثقفين أصغرهم تجاوز الخامسة والستين عامًا شىء آخر!
إنه من الصعب تخيل كيف تغدو هموم الثقافة وطموحاتها محصورة بين مجموعة من كبار السن، بينما الشباب غائب تمامًا عن تشكيل المجلس، علمًا بأن هذا الشباب هو الذى أشعل ثورتين عظيمتين فى ظرف ثلاثة أعوام!
اللافت للانتباه أن الذى أصدر قرار تشكيل المجلس عمره 65 سنة، وأعضاء المجلس تتراوح أعمارهم بين 80 و65 عامًا تقريبًا، لذا لا عجب أن يسقط الشباب من حسابات الذى قرر والذى نفذ!
لا تقل لى إن مصر العظيمة ليس بها شاب فى الثلاثين أو الأربعين أو حتى الخمسين يمتلك من المهارات الثقافية ما يؤهله للانضمام للمجلس الأعلى، ولا تتحدث عن أن الشباب لا يمتلك الخبرة الكافية لوضع السياسات الثقافية للدولة، فالشاهد أن الشباب المصرى المبدع واسع الخيال، وقادر على تأسيس منظومة ثقافية حديثة تتوافق مع تطورات العصر، وليس أدل على ذلك من الإبداعات التى رافقت ثورتى يناير ويونيو.
لا تفسير لمحو الشباب من خارطة التشكيل الجديد للمجلس الأعلى سوى أن المنطق الذى اتكأ عليه نظام مبارك فى الحكم ما زال ساريًا، وهو منطق يستند على الاستخفاف بالشباب والاستهانة بهم فى مقابل الحفاوة بكبار السن، وهو منطق فاسد بكل أسف. من فضلكم.. احترموا الشباب قليلا وثقوا فى قدراته، وتيقنوا أن البلد الذى يقوده حفنة من العواجيز فقط لن ينهض أبدًا!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة