عندما يتعرض العرب والمسلمون للظلم، وتسيل الدماء بسبب أسلحة أوروبا وسياستها التى تدعم إسرائيل والإرهابيين، تأتى المناسبات الكونية فرصة لكى يتحدث القادة الأوروبيون عن السلام وعن المسؤولية وعن العدالة وما إلى ذلك من المفردات التى يتم تدكيكها خارج السياق والنوايا لتصبح عاطفية، أمس الأول اجتمع القادة الأوروبيون فى بلجيكا للاحتفال بمرور قرن على إعلان الحرب العالمية الأولى أو الحرب العظمى، تحدثوا عن «استخلاص العبر» من الماضى بروح المنتصرين، ملك بلجيكا فيليب تغنى بأوروبا التى يسودها السلام «أوربا الموحدة الديمقراطية، جدودنا حلموا بها وأنجزناها اليوم فلنعتز بها».
الرئيس الفرنسى لعب دور محامى الإنسانية فى العرض المسرحى الذى حرسه 650 شرطيا، طرح أسئلة غزيرة على القادة والزعماء الذين يدعمون إسرائيل ويأوون الإرهابيين ويكرهون الحكومات الوطنية فى أى مكان فى العالم، «كيف يمكننا البقاء على الحياد عندما يكون شعب فى بلد قريب من أوروبا يقاتل من أجل حقوقه ووحدة أراضيه؟، كيف نبقى على الحياد أمام المجازر التى يتعرض لها مدنيون فى العراق وفى سوريا حيث تتعرض الأقليات للاضطهاد؟، كيف نبقى على الحياد عندما تهدد وحدة أراضى بلد صديق مثل لبنان؟، كيف نبقى على الحياد عندما يدور نزاع دام فى غزة منذ أكثر من شهر؟» هولاند يعتبر ما يحدث فى غزة نزاعا؟، القادة الذين يدعمون إسرائيل يعتقدون أن قتل الفلسطينيين وأطفالهم وهدم بيوتهم نزاع؟، يعتبرون ترحيل الأقليات من العراق نزاعا؟، رئيس فرنسا لن يكون محايدا فى القرن المقبل وربما استعان بالمستثمرين القطريين فى بلاده لكى يصبح عدم الحياد مضبوطا.