فى منتصف كلمته خرج الرئيس عبدالفتاح السيسى عن النص، وتوجه بكلمته نحو رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة – الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشروع محور قناة السويس - قائلا: «المصريين ملهمش دعوة، الحفر يخلص فى سنة مش فى 3، زودوا الشركات واشتغلوا على مدار 24 ساعة، وما تروحوش من هنا قبل ما نيجى السنة الجاية نفتتح»، ثم فعل الأمر ذاته مع أصحاب شركات المقاولات ومع باقى المسؤولين عن المشروع، وحينما حاول البعض الرد بأن مايطلبه الرئيس مستحيل، لم يجد من السيسى ردا سوى عبارة تقول: مفيش مستحيل وأنا بشهد المصريين عليكم.
حسنا.. نحن أمام لغة خطاب رئاسية جديدة لا تستند إلى لعبة التصريحات الوردية، بل تستند إلى الوعد والتنفيذ وجدول زمنى واضح، وتحدد المسؤول وتضع على عاتقه المهمة، وتجعله فى مواجهة مباشرة مع الجمهور، لغة رئاسية جديدة نقلت المواطنين من مقاعد المتفرجين إلى مقاعد الشهود.
النظرة العامة لمشهد الإعلان عن مشروع محور قناة السويس تبدو مفرحة ومتفائلة بانطلاقة جديدة، والأفضل لها أن تتوقف عند تلك النقطة، فرح دون تطبيل، تفاؤل دون مبالغة، تقدير دون نفاق، دعم ومساندة دون تغاضى عن أية أخطاء للدولة تحت مسمى أنها مشغولة بالمشروع القومى.
مشروع قناة السويس وأحلام التنمية مرتبطة تماما بكل قوى التطرف التى تتخذ أشكالا ومسميات مختلفة، سواء كانت داعش أو أنصار الشريعة أو بيت المقدس او الإخوان وتنتظر لحظة ضعف تسنح لها بالنيل من أرض مصر.
لا فى هذا ترويج لنظرية المؤامرة، ولا فى هذا عزف على نغمة أجلوا المطالبة بالديمقراطية لأن مصر مستهدفة، هذه حقيقة ذكرها والتأكيد عليها والدعوة لمواجهتها من صميم دعم هذا الوطن وحمايته بالعقل وبإعادة ترميم جبهته الداخلية وليس بدعوات القمع أو إخراس الألسنة.
وإذا كان طوق نجاة الأحلام القومية وحدود هذا الوطن من خطر الإرهاب هو الجبهة الداخلية القوية، وجب أن نضرب جرس إنذار بالقرب من آذان السادة رموز الحياة السياسية وزعماء الأحزاب الذين فشلوا حتى هذه اللحظة بسبب أطماعهم فى الإعلان عن تحالف انتخابى مدنى واضح قادر على خوض الانتخابات البرلمانية القادمة لتحقيق ما نتمناه بتأسيس أول مجلس تشريعى قادر على أن يدعم بقوانينه وأدائه المتزن أحلام الدولة فى التنمية ومواجهة الإرهاب.. يكمن الخطر الحقيقى فى تلك المنطقة التى يسكنها هؤلاء السياسيون ويملأونها بصراعات يبدو من سيناريوهاتها أنها تدور على حساب مصر، وهو خطر أكبر بكثير من خطر الأعداء الواضحين على الحدود، لأن هؤلاء يخدعون الناس بأحاديث الوطنية بينما أولئك لا يصدعون سوى بعبارات تهديدنا بالقتل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
الى الكاتب
أحب أعرف سيادتك ان ما بنى على باطل فهو باطل
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
منظم ومرتب
عدد الردود 0
بواسطة:
فريد
الظلام والاستثمار
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام على
السيسى زعيم
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق شعراوى
السيسى عمهم وحارق دمهم
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق شعراوى
السيسى عمهم وحارق دمهم
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي
الرئيس عبد الفتاح السيسى
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
الى 1و2
بكرة نشوف
عدد الردود 0
بواسطة:
sama elmassry
God protect Egypt and el SiSi
.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالوهاب العريان
الى أرقام 1 و 2 فقط