مجلة الهلال ملكية عامة، يتناوب عليها رؤساء التحرير لحراسة شىء ثمين فى الثقافة المصرية والعربية، مرت بفترات ازدهار كثيرة، وأخفقت فى التعبير عن أشواق هذه الثقافة فى فترات قليلة، هذا الشهر بدأت مرحلة جديدة مع رئاسة الزميل والصديق سعد القرش لها، وهو شخص أهل للثقة، لأنه سليل الثقافة الوطنية المصرية النقية، يعرفه الجميع مدافعا عن قيمها العليا، متصديا لرموز التطبيع والفساد الثقافى والتطرف الدينى، هذا إلى جوار صوته كروائى موهوب يغزل حكاياته على نار هادئة بعيدا عن الصخب، العدد الجديد يبشر بمرحلة جديدة فى مسيرة الهلال، لأن الأسماء التى مدت يدها فى العدد تؤكد على رغبة حقيقية فى استعادة المطبوعة المتقشفة حيويتها.
نجح القرش فى استكتاب أسماء كبيرة مثل صنع الله إبراهيم وسعدى يوسف ومحمد برادة وسيد البحراوى وعبده جبير وغيرهم من الذين لا يظهرون فى الصحف السيارة، ومن الصعب الحكم من أول عدد، ولكن البشائر مفرحة، القرش بعلاقاته وسمعته الطيبة بدا التواصل مع الكتاب والمبدعين العرب، وتعهد بأن تصبح المجلة صوت المبدعين فى الأرض، ونتمنى أن ينظر الأستاذ غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال إلى المطبوعة الأم بعين الرضا، نعرف ما تعانيه المؤسسة، ولكنه يستطيع بدعم الهلال أن يقدم خدمة جليلة للثقافة المصرية فى توقيت نحن فى أمس الحاجة فيه إلى فتح شبابيك جديدة للتفكير والإبداع، وعلى سعد أن يكتشف أصواتا جديدة فى نقد الموسيقى والفن التشكيلى والعمارة، ولا يستهين بالكتابة عن العلم، لأن الهلال مجلة ثقافية شاملة.. وليست أدبية فقط.