فى مصر حياة القطط أغلى من حياة البشر.. سوهاج بلد المطبات 225 "مطب صناعى" على مسافة 125 كليو مترًا.. والشرطة تسجل 118 حادث طريق فى سبعة أشهر.. ومصدر بالصحة: 212 حالة وفاة وإصابة بسبب تلك الحوادث

الإثنين، 01 سبتمبر 2014 12:18 ص
فى مصر حياة القطط أغلى من حياة البشر.. سوهاج بلد المطبات 225 "مطب صناعى" على مسافة 125 كليو مترًا.. والشرطة تسجل 118 حادث طريق فى سبعة أشهر.. ومصدر بالصحة: 212 حالة وفاة وإصابة بسبب تلك الحوادث صورة أرشيفية
سوهاج - محمود مقبول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى القاهرة المحروسة قامت الدنيا ولم تقعد لقيام مسئولى نادى الجزيرة بقتل عشرات القطط بطريقة وحشية، كما وصفوه آنذاك وتقدم حقوقيون ببلاغات ضد النادى ومديره، وقامت النيابة باستدعاء مدير النادى والتحقيق معه فى الواقعة، لكن الغريب هنا أن هؤلاء الحقوقيين لا يعلموا أن هناك مئات الأرواح تزهق ومئات البشر أصبحوا معاقين، بسبب المطبات وحوادث الطرق المنتشرة بمحافظة سوهاج وحياتهم لا تقل عن حياة قطط نادى الجزيرة.

لا توجد محافظة على مستوى الجمهورية بها طرق عشوائية أسوأ من محافظة سوهاج، كما أنه لا توجد طرق بها الكم الهائل من المطبات غير المطابقة للمواصفات من خلال طرقها السريعة أو العادية فمحافظة سوهاج يبلغ طول طريقها السريع الزراعى المشترك بدايته مع محافظة أسيوط ونهايته مع محافظة قنا 126 كليو متر طول يوجد على هذا الطريق 225 مطبا صناعيا بواقع مطبين لكل كيلو متر حتى أصبحت تلك المطبات من معالم الطرق.

هذا وقد أصبحت تلك الطرق مصائد للموت، ونقط تمركز لقطاع الطرق والبلطجية الذين يستغلونها فى استيقاف السيارات والاستيلاء عليها وعلى حمولتها بالإكراه وتحت تهديد السلاح.

"اليوم السابع" يفتح ملف الطرق بسوهاج، فى البداية يقول محمد السيد موظف بالإسعاف "إن كثرة المطبات العشوائية بمحافظة سوهاج تعمل على وفاة الكثير من الحالات المرضية التى نقوم بنقلها من مكان الحادث إلى المستشفيات المختلفة سوهاج العامة أو الجامعية، فمثلا لو أصيب شخص بطلق نارى بمكان خطر وأردنا نقله للمستشفى الجامعى بسوهاج من مدينة طهطا المسافة قدرها 45 كيلو مترا لو أن الطريق سليم وبنيته التحتية سليمة والمطبات مصممة بشكل سليم نصل إلى المستشفى بالمريض فى غضون من 25 إلى 30 دقيقة، أما بسبب المطبات فنصل إلى المستشفى بعد ساعة ونصف، مما يعرض المريض للخطر، وتكون إمكانية إسعافه وإنقاذه ضعيفة وفى النهاية يكون مصيره هو الموت.

أما محمد عمر أبو زيد، موظف فيقول، "نحن الآن فى مصر أصبحت حياة القطط عند النشطاء والمدافعين عن حقوق الحيوان أغلى من حياة البشر، ولكن عندما نسمع ونشاهد كل يوم على الطرق حوادث تخلف وراءها ما بين وفاة ومصابين تصل إصابتهم لحد الإعاقة، فهنا يجب أن يعيد هؤلاء النظر فحياة الإنسان مهمة أيضا، لأنه يعول أسرة وبيتًا، ومع ذلك لم نجد أحدًا من هؤلاء النشطاء يدافع عن حقوق البشر المستهلكة على الطرق بسوهاج.

ويقول "أحمد.ح" أمين شرطة من قوة المباحث، عندما نتقلى بلاغًا بوجود تشكيل عصابى قام بارتكاب واقعة خطف أو سرقة بالإكراه على الطريق نتحرك فورا لمكان البلاغ، ولكن كثرة المطبات على الطرق يجعلنا عاجزين عن ملاحقة المجرمين، بسبب تلك المطبات، ولو أن الطريق ممهد والمطبات مصممة بشكلها الذى أقرته إدارة الطرق لكان وصولنا للبلاغ أسرع، وسيطرنا على الجناة، كما أن بعض الخارجين يستخدم تلك المطبات الصناعية فى عملية السطو على السيارات والحصول على متعلقاتهم عنوة، وأننى أطالب المسئولين بسرعة النظر فى الطريق الزراعى سوهاج - أسوان وإعادة تنفيذ تلك المطبات.

أما أحمد حسن موظف فيوضح أن المحليات هى السبب الرئيسى فى تلك الكارثة فالبرغم من مرور المحافظ ورؤساء المدن على الطريق بصفة مستمرة وملاحظتهم للمطبات العشوائية التى يقيمها الأهالى بصورة غير قانونية، إلا أنهم لم يتخذوا أى قرار رادع ضدهم أو إزالة تلك المطبات، وأشار إلى أن قانون الطرق ينص على عمل المطبات الصناعية أمام مداخل الطرق وأمام المدارس وفى التقاطعات وليس بالمزاج.

أما رجال الحماية المدنية، أكدوا أن المطبات الصناعية الكثيرة على الطريق تعرضهم للتعدى من قبل الأهالى أثناء الخروج للبلاغات، فمثلا لو أن البلاغ فى مدينة طما ويحتاج دعمًا من المراكز المجاورة أو من الإدارة فيكون وصول الدعم متأخرًا ساعة أو أكثر، مما يعرض الزملاء المتعاملين مع البلاغ للتعدى من قبل الأهالى، بسبب نفاذ المياه أثناء عملية الإطفاء، أو حتى لعدم قدرة نقطة الإطفاء الموجودة بالمركز لصغرها السيطرة على الحريق لوحدها، وبهذا تكون هناك كوارث كبيرة وخسائر فى مكان الحريق للجميع نطالب بمراعاة تلك الأمور لأنها فى النهاية تنقذ أرواحًا وتحد من وقوع الكوارث، وإذا تم تحسين الطرق كان هناك سرعة للانتقال والسيطرة على الحريق ومنع تفاقمه.

أما وائل محمد ‏"سائق ميكروباص‏" فيقول، عدد المطبات بطول سوهاج 225 مطبا مصنوعا من الأسمنت والطوب والحجارة ومتلاحقة وراء بعضها البعض الأمر الذى يلحق الضرر بالسيارات، وقد يسبب الحوادث، لأن هذه المطبات لا تطابق المواصفات القانونية، حيث يفاجأ بها سائقو السيارات فيضطرون إلى التوقف الفورى أو الابتعاد بسرعة عن هذه المطبات مما يعرضهم للحوادث القاتلة، فسوهاج لا يكاد تخلو يومًا من وقوع عدة حوادث تحصد أرواح العشرات من أبناء المحافظة ما بين متوفى ومصاب.

أما عن رد هيئة الطرق بسوهاج فقال المسئول، لقد أرسلنا مذكرة للجهات الأمنية وأخرى للمحافظة، من أجل توفير قوة أمنية لتمكننا من عملية الإزالة خاصة عند اعتراض الأهالى على إزالة المطب، وأشار إلى أنهم خرجوا بأنفسهم بدون قوات وعندما محاولتهم الإزالة قام الأهالى بالتعدى عليهم بالإضافة إلى قيام الأهالى بحل الأسفلت باستخدام الجاز وإعادة استخدامه فى عملية بناء المطابات الأمر الذى يعرض حياة المواطنين للخطر ويقلل من عمر الطريق.



أخبار متعلقة:


"صحة الشرقية": التعرف على 6 جثث من ضحايا حادث ميكروباص العاشر









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة