الشاعر صاحب نبوءة، وإذا كان الشاعر بوزن وقيمة بيرم التونسى سنكون أمام نبوءة فريدة من نوعها خاصة أنها تتعلق بجماعة الإخوان.
فى عام 1954 حاولت «الجماعة» اغتيال جمال عبدالناصر أثناء إلقائه خطابا فى ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 بميدان المنشية بالإسكندرية، فشلت المحاولة، وتم القبض على المتورطين فيها بالإضافة إلى قيادات الجماعة وكوادرها، وأجريت لهم المحاكمات، وبعد سنوات من هذه المؤامرة وبالتحديد فى سبعينيات القرن الماضى ومع حملة الهجوم الضارية ضد جمال عبدالناصر وثورة يوليو، حاولت الجماعة أن تعطى لنفسها صك البراءة من هذه الجريمة، فزعمت أن محاولة اغتيال جمال عبدالناصر مدبرة، ونسجت قصصا من الخيال لتبرئة نفسها، غير أنه وبخلاف شهادة الشهود التى أكدت تدبير الجماعة لعملية الاغتيال، فإن عمليات الإرهاب الأخيرة كتبت الحقيقة كاملة، وبأثر رجعى أثبتت جريمة محاولة اغتيال جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954.
غير أن «بيرم التونسى» تعامل بطريقته الخاصة مع جريمة الإخوان الشنيعة ضد جمال عبدالناصر، حيث كتب قصيدة لفت نظرى إليها الصديق «السكندرى» الشاعر خالد هلال، وهو يحفظ شعر بيرم كله، ويعرف كل شاردة وواردة عن حياته، والقصيدة منشورة بجريدة الجمهورية عام 1954، وتتنبأ بما كان سيؤول إليه الوضع فى مصر لو نجحت محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، وتبدو وكأنها تتحدث عن حال مصر أثناء حكم جماعة الإخوان عبر مندوبها فى الرئاسة محمد مرسى، حيث كانت «الجماعة» تسارع الخطى فى أخونة الدولة، بمحاولة تمكين كوادرها من الوظائف فى كل مستويات، وعلينا أن نتخيل لو استمر هذا الوضع.
يقول بيرم:
«كفاية يا مصر لو يبقى الهضيبى
وأعوانه على عرش الإمارة
وسيد قطب يعطوه المعارف
وسيد فرغلى ياخد التجارة
وعودة يعودوه ضرب المدافع
وسى عبدالحكيم عابدين سفارة
وسى عبدالعزيز أحمد يسوقها
ويتولى المواصلات بالإشارة
وكل جهاز تتعين عياله
عمد فى كل قرية وكل حارة
محافظ مصر خريج الدباغة
وتحته وكيل خريج التجارة
ويقنى الكمسارى أكبرها عزبة
ويقنى السمكرى أضخم عمارة
وتخلص مصر من عيلة «الدخاخنى»
إلى عيلة إخوانكى أو شرارة
ويومها تحلق الإخوان دقونها
ويترص الحشيش ملو السيجارة
ووحياتك لا إيد اللص تقطع
ولاتبطل مواخير الدعارة
ويبقى الشعب هواه فى الفلافل
وطرشى الحاج سيد والبصارة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
عظيم وجميل
قمه وروعه مفخره وصنعه
عدد الردود 0
بواسطة:
ريسو
once upon a time in egypt
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفيق
عادي