كنت أحمل منشوراته الانتخابية.. 1976، الملصقات تغطى المكان «أبوالعز الحريرى، ممدوح سالم…» مظاهرة من عدة آلاف تحمله وتهتف باسمة، نفس المكان 2014، مظاهرة من عدة آلاف تحمله وتهتف باسمه، الفارق بين اللقاء الأول والثانى 38 عاما، وفى اللقاء الأول كان أبو العز يهتف معنا.. وفى الثانى كنا نهتف «لا إله إلا الله أبو العز حبيب الله».. من الشارع وإلى تراب الشارع نعود، محمولا على الأكف وفى القلوب، دموع فى المآقى والأفئدة، يتقدم أبو العز الخطى.. يتفقد البائعات الجائلات اللاتى يبكين رجلا ووطنا.. يشير بالسبابة لكل ظلم، يتوسط التاريخ مع نواب سبقوه إلى برلمان الحق: «د.محمود القاضى، عادل عيد.. » حينما كان الثغر يفيض بالعدل والحرية، تتسع ابتسامته من النهر إلى البحر، من الدخيلة عمق النهر إلى الإسكندرية حيث البحر والثورة المستمرة، زينب عنوان الكفاح ورفيقة الدرب.. ودموع لم تكفكف ياوطن.. أسمع فى الجنازة صوت محمد كريم ضد الفرنسيس، إبراهيم طلعت من أجل الديمقراطية، حسين عبد ربه.. فؤاد مرسى.. عم صابر زايد.. عيد صالح وهتافات للعدل والاشتراكية. صوتة الجهورى يجلجل فى المكان.. وموجات شباب البحر تتجدد، هند، هشام، هيثم بثبات الأب وحضور الأم يكملون المسيرة.. لافتات ووجوه من مختلف الأحزاب والتيارات، من مسجد أولاد الشيخ إلى الرصافة، الدموع تتدفق، وحينما وورى الجسد التراب فى برج العرب.. أخفى الوطن وجهه وبكى. كان سرادق العزاء بمسجد إبراهيم يحمل طعم الثورة.. وعنوان الوطن.. ليس هناك معزون، الجميع يتلقون العزاء!، كان أبوالعز فى مقدمة الحضور، زينب قالت لى: «أبوالعز يعيش فيكم» هند تقف قاطبة الحاجبين تشع بالثورة مثل أبيها، وهيثم ورث نفس الابتسامة، وهشام بصوته يقول: «الأفكار لاتموت»، ألابذكر الله تطمئن القلوب.. ويتوحد الوطن فى السرادق من المحافظ الشهم اللواء طارق المهدى رمزا للعسكرية المصرية النبيلة، وعادل لبيب وزير الحكم المحلى.. لليساريين: د.رفعت السعيد والشيوعيين صلاح عدلى، لرموز الوطنى د. محمد عبدالله، للبراليين د.شريف بغدادى المصريين الأحرار، للناصريين حمدين صباحى وعبدالحكيم عبدالناصر، للفنان عبدالعزيز مخيون، للصحفى أحمد طه النقر… كل هؤلاء المختلفين وغيرهم الذين لم يوحدهم سوى النضال وحب أبو العز الحريرى.. طبت حيا وميتا يارفيق.