لا يمكن أبدًا أن تخطئ العين المجردة ما يحدث فى الشارع الكروى الآن من إثارة تصل إلى حد إلقاء النار على النار، وليس البنزين على النار.. أيضًا إذا عرف السبب فإن المؤكد أن العجب سيتنازل عن حقه فى البطلان!
العجب العجاب أن تصدر كمية من البيانات الملتهبة من قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، ترفع معدلات المطالبة بالثأر، كما يحدث فى كلاسيكيات صعيد مصر.
حرب البيانات زادت اشتعالاً بعد بيان الأهلى الذى أعلن فيه انسحابه من لجنة الأندية، اعتراضًا على وصف «بعض».. نعم «بعض» الألتراس بالمندسين لتخريب الشارع الكروى، ثم يعقبه بيان مضاد من الزمالك يرفض فيه البيان الأحمر، ويكشف فيه ما دار فى اجتماع لجنة الأندية مع وزير الداخلية، وما جاء به من وصف- بحسب البيان الأبيض- للجماهير بأنها منبذة، بالإضافة لتضمن كل البيانات سواء بالأحمر أو بالأبيض شحنًا يكفى معارك عظمى. بيان الأهلى ورد الزمالك وقبلهما ما أصدره البيت الأبيض من بيان قبل اجتماع لجنة الأندية، ورد أهل الجزيرة، لم تكن فقط المطروحة على «الساحة» بل كان هناك أيضًا «بيان» يساعد على الاشتعال وليس شيئًا غيره، جاء كاملاً فى اتجاه الدفاع عمن يسعون لإشعال المدرجات، ولم يفرق حتى بين المندسين والجموع التى تنقاد دون وعى وراء أصحاب المصالح، خاصة عندما يرفعون شعارات مضللة.
بينما كان يجب أن تؤكد البيانات أن المندسين وأصحاب المصالح موجودون منذ خلق الله الأرض ومن عليها، وحتى يطلق صيحته بالقيامة، ولم يشر أى منهم لجموع الشباب بأصبع الحقيقة، موجهًا إياهم إلى أن كل التجمعات تهاجمها وتتخفى وراءها؟
يحدث هذا فى الأماكن المقدسة، يذهب الحجيج لأداء المناسك، فيصرخ أحدهم بأنه تعرض للسرقة.. مثلاً!، أيضًا فى المساجد بالقرى والنجوع والمدن يوم صلاة الجمعة قد يخرج المصلون فيبحث نفرًا منهم عن الحذاء الذى كان موجودًا قبل الصلاة، فلا يعنى هذا إلا شيئًا واحدًا، هو أن كل التجمعات هدف للمندسين من أصحاب المصالح!
المؤسف أن حرب البيانات التى اشتعلت عن آخرها هددت مبارة مصر وتونس أمس فى ظل السماح بحضور 15 إلى 20 ألف مشجع لا يعلم إلا الله الطريقة التى يسعى المندسون من خلالها إلى استغلال هذا التجمع من أجل صبغ الموقف بالسواد، لذلك ندعو الله أن يلهم رجال الأمن والقوات المسلحة أفضل الأفكار لمواجهة الإرهاب البغيض.
هنا يطرح السؤال: إذا كان هذا هو الحال الآن قبل الموسم الكروى المشحون، والذى يفتتح بلقاء تونس غدًا، ثم مباراة السوبر 14 الجارى، ومن ثم بدء الدورى نفسه، من يضمن مرور الأمور الكروية دون مضاعفات؟ وهل يتحمل الشارع المصرى كل هذا الشحن؟
البيانات الشديدة الاشتعال تمثل خطورة بالغة تصل إلى حد الخوف من مجرد التفكير فيها!
الآن ربما يمكننا القول إن الجموع من الجماهير براءة من حرائق الملاعب، فهى لم تذهب إلى التجمعات إلا مضطرة ونتيجة لبيان هنا، وآخر هناك، حتى لو كانوا فى موضعهم، لكن الكل لم يعد يفكر فى الصالح والشأن العام، بل يفكر فقط فى صالحه وشأنه فقط.
ولتذهب الشوارع إلى الجحيم، فإذا كان المسؤولون لا يدركون خطورة حرب البيانات، فعلى الأقل عليهم أن يدركوا خطورة المندسين، إخوان الشياطين المستعدين للحرق فى كل الملاعب والميادين، وهم بكل جد بالشباب والدولة والشرطة والجيش مضحّون غير مبالين.
الأمل قائم فى أن يعود الكل إلى رشده بما فيهم بعض الإعلام الذى يتناول هذه البيانات الشديدة الاشتعال، ومن ثم الانفجار، بشهية مفتوحة، بينما هى لا يمكن أن تساوى الحبر الذى تكتب به، لهذا فالقادم يحتاج ربما مجرد الإشارة لصدور بيان، وعلى من يُرد الوصول له أن يدرك حجم المحظورة، لأن هذه البيانات ربما تصل فى خطورتها لأن توصف بـ«المحظورة».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة