كل يوم تكشف جماعة «داعش» عن المزيد من الإنجازات، وتسجل نقاطًا جديدة فى سجلات التقدم الحضارى والفكر الإنسانى، فجماعة «داعش» كان لها السبق فى تحويل الأطفال إلى ذباحين وقتلة، وإعادة الرق وتجارة الجوارى، كل هذا باسم «الدولة الإسلامية» التى تتركز إنجازاتها فى القتل والنكاح.
وتتفوق «داعش» على كل ما سبق من تتار أو هكسوس أو غيرهما من الجيوش البدائية. ورأينا قياديًا داعشيًا يصطحب أطفاله ليساعدوه فى حمل الرؤوس المقطوعة، وعرضت الجماعة فيديوهات لأطفال من مصاصى الدماء والقتلة
واليوم يثبت «الدواعش» أنهم من أرباب التقدم والحضارة، وكأنهم خارجون فورًا من فيلم «الكفّار».
وبجانب إنجازات «داعش» الدموية ومواهبهم فى القتل والتدمير
ها هم يقدمون نموذجًا فى التعليم والتربية ومواجهة الجهل، لكن هذه المواجهة «الداعشية» مع الجهل تنافس أى نوع من التجهيل عرفه العالم من قبل.
فقد زف أمير تنظيم «داعش» البغدادى بشرى لطلاب وأولياء أمور المناطق التى يحتلها التنظيم ببدء العام الدراسى الجديد، وأصدر منشورًا تمت صياغته على طريقة مراسيم عصور زمان بأن الأمير ضمن جهوده لرفع الجهل ونشر العلوم الشرعية يعلن بدء العام الجديد.
ولم ينس أمير «الدواعش» أن يغير مسمى إدارة التربية والتعليم إلى «ديوان التعليم»، وأن يتم تسجيل الطلبة الجدد وفقًا للضوابط الشرعية، أولها عزل الإناث عن الذكور، سواء الطلاب أو هيئة التدريس أو الإدارة، فالجماعة مشغولة بكل ما يخص الجنس أولًا وأخيرًا، لكن الأهم فى الإنجازات التربوية لجماعة «داعش»
هو إلغاء مواد دراسية، منها التربية الفنية والموسيقية والوطنية والمناهج الفلسفية والاجتماعية والنفسية، وحذف مواد التاريخ والجغرافيا والأدب والتربية الدينية المسيحية، وهو أمر متوقع، ناهيك عن مناهج العلوم التى ترى «داعش» أنها غير مهمة، وشطب اسم الجمهورية العراقية أو السورية، بالمناهج وتعويضها بجملة «الدولة الإسلامية»، وكأنهم يثبتون للعالم كيف أن الدولة الإسلامية لا تعرف سوى القتل والذبح.
وبالطبع فإن «الدواعش» لديهم حكمة عظيمة فى إلغاء الفنون والموسيقى، ومعها كل ما يحض على التفكير من اجتماع، وفلسفة، وعلوم، حتى الجغرافيا لا ترى «داعش» أن لها فائدة حتى لو فى الحروب التى تخوضها.
«داعش» بهيئتها الحالية هى التطور الطبيعى لتنظيمات إرهابية لا تعرف سوى القتل، وحتى تنظيم إرهابى مثل «القاعدة» أصبح يتهم «داعش» بأنها دموية، مع أن التنظيم هو أحد خريجى مدارس «القاعدة».. وطبعًا «داعش» ليست فى حاجة لمناهج التاريخ، فهى فقط تحتاج تاريخ التتار والمغول بعد أن فضلوا دور «الكفّار» فى الأفلام الجديدة.