عضو بالمجلس الإنجيلى: على المسيحيين التحرر من السعى وراء حلم الهجرة

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 09:12 م
عضو بالمجلس الإنجيلى: على المسيحيين التحرر من السعى وراء حلم الهجرة الدكتور فريدى البياضى عضو المجلس الإنجيلى العام
كتب مايكل فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور فريدى البياضى، عضو المجلس الإنجيلى العام والبرلمانى السابق، إن حوار الأديان يحتاج أن يخرج من دائرة التنظير فى القاعات المكيفة الذى لا يتعدى نطاق النخبة مضيفا: "لا أقلل من أهمية ذلك الحوار، وتأثيره إذا وصل لدائرة صناع القرار لكن القاعة لا تستضيف من يحتاجون لتغيير أفكارهم المغلوطة عن الآخر، ولا ينبغى علينا، كمسيحيّين، وضع خطط تعيق تطوّر الإسلام بل يجب بالأحرى أن نخلق داخل مجتمعاتنا حوارات متعدّدة الأبعاد، والمشاركة بشكل فعّال فى تطوّر الحضارة الإسلامية وتحديثها، بروح من الصداقة والثقة، وسلوكِ تعاون مشترك".

وأضاف البياضى، خلال كلمته بمؤتمر "الحضور الإنجيلى فى الشرق"، والذى تنظمه رابطة الكنائس الإنجيلية فى الشرق الأوسط اليوم: "لدى تجربة ذاتية فى العيش المشترك فبحكم دراستى كطبيب واهتمامى بخدمة الإنسان وصناعة السلام تقدمت بمشروع للكنيسة الإنجيلية فى القناطر الخيرية وهى مدينة صغيرة فى منطقة الدلتا تفتقر للخدمات الصحية والمجتمعية، وكان المشروع خدمة صحية بمستوى يليق بكرامة الإنسان متاحة للفقير قبل الغنى وفريق العمل الذى يقدم الخدمة هو فريق مشترك من مسلمين ومسيحيين متطوعين كليا أو جزئيا.

هذه التجربة أكملت هذا العام سبعة عشر عاما وكان لها تأثير مذهل فى تغيير فكر العاملين المسلمين والمسيحيين كل عن الآخر وتغيير الصور النمطية والنمذجة المغلوطة عن الآخر، بل وغيرت فكر المجتمع المحلى وأثرت على سياسات مؤسسات مماثلة بدأت تنتهج نفس النهج وتشرك المسيحيين والمسلمين فى العمل والعيش المشترك".

وتابع البياضى: "نحتاج أن نصل معا بالعمل المشترك لأن ينظر المسلمون للمسيحيين على أنهم مواطنون كاملون المواطنة وهم ليسوا مجرد أهل ذمة فى حماية المسلمين، وأن انتماء المسيحيين الأول والأخير هو لأوطانهم فى الشرق وليس للغرب ولا للحضارة الغربية، والأمر يحتاج مجهود أكبر ربما من الإنجيليين بصفة خاصة باعتبار أن الفكر والإصلاح الإنجيلى بدأ فى الغرب غافلين أن الكنيسة الإنجيلية هى كنيسة وطنية خالصة، وأنه لا يجب أن يتم الخلط بين جذور العقيدة الدينية وبين أصول الانتماء الوطنى والقومى ويجب فى نفس الوقت أن ينظر المسيحيون باحترام إلى الإسلام وعقيدته وعلاقته باللغة العربيّة، وألا يرى المسيحيون موضعهم فوق المجتمعات الإسلاميّة باسم إيمان أو حضارة متفوّقة تضعهم تلقائيًّا إلى جانب الغرب أو العولمة".

واستطرد البياضى: "يحتاج بعض المسيحيين الشرقيين أن يتحرروا من شرنقة العزلة ومن السعى وراء حلم الهجرة إلى الغرب متخيلين أن حياة المواطنة والرحب لا يمكن أن تتحقق فى أوطانهم وفى ظل أغلبية تنتمى للعقيدة الإسلامية، كما يحتاجوا إلى أن ينفوا الفكر المغلوط بأن الإنجيليين هم موضع اهتمام وحماية من الغرب وربما رأينا مثالا قويا فى مصر بعد ثورة 30 يونيو عندما حُرقت ودمرت الكنائس ولم يتحرك الغرب وأغفلت المنظمات الحقوقية ذلك فى تقاريرها وركزت على دعم نظام الإخوان الذى ثار عليه الشعب مسلميه قبل مسيحييه.

وأردف البياضى، بالرغم من ذلك فإن الإنجيليين يمتلكون مقومات ذهبية للتعايش المشترك وبناء الجسور، فهم تمتد جذورهم العرقية وتتأصل فى هذه المنطقة من قبل الوجود الإسلامى ويتأثرون بالفكر الإصلاحى المتجدد المتحرر من الجمود والمنفتح على الآخر، وربما يشعر العالم العربى والإسلامى اليوم بالتهديد، أمام الحداثة والعولمة، ويفقد الثقة بنفسه وبالآخرين، وفى هذا الإطار فإنّ الإنجيليين الشرقيّين مدعوّون، بدلا من تهميش أنفسهم واختيار سبل الهجرة، فى إعادة قراءة تاريخهم، لأن يبحثوا لأنفسهم ولمجتمعاتهم عن دروب ثقة، والامتناع عن الانعزال فى سيكولوجيا الاضطهاد والضحية، لهذا السبب يجب أن يتخطّوا مخاوفهم ويجب استخدام علاقاتهم مع الغرب فى محاولة شرح توقّعات المسلمين للغرب وشرح مسألة الحداثة العقلانيّة للإسلام.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة