إسراء أحمد فؤاد

واشنطن "مع، ضد" داعش

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فكرة تشكيل العالم تحالف لمواجهة الإرهاب والتطرف فى المنطقة وإنقاذ الدول التى خيم عليها الإرهاب وطالتها أيادى المتطرفين ممن لا دين لهم ولا دولة، فى حد ذاتها محل تقدير، لكن دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء "تحالف ضد إرهابيى تنظيم دولة الإسلام فى العراق والشام" المعروف بـ "د ا ع ش" يشوبها بعض الحساسيات خاصة وأن تاريخ هذا التنظيم الإرهابى يشير إلى أنه صناعة أمريكية بدعم مالى ولوجيستى من بعض دول المنطقة، لتحقيق أهداف معينة، والسؤال هل حققت "د ا ع ش" الهدف المنشود لأمريكا لتبدأ الآن العزف على نغمة مكافحة الإرهاب الداعشى، وهل وجدت فرنسا ضالتها فى مكافحة "د ا ع ش" من خلال اقتراحها بالمشاركة مع هذا التحالف الدولى من خلال إرسال قوات برية.

ومن عجائب الأقدار أن أغلب الدول التى شكلت هذا التحالف دعمت الإرهاب لاسيما هذا التنظيم، إما بطريق مباشر أو غير مباشر، فتركيا دعمت الإرهابيين فى سوريا وقطر التى دعمت الجماعات الإرهابية فى مصر وبعض دول المنطقة، ودول أخرى أمدت التنظيم بالمال والسلاح، بالإضافة إلى مؤسس داعش وهى "أمريكا" التى دعت الآن للقضاء عليه.

بغض النظر عن داعش، فهذه هى السياسة التى تنتهجها الولايات المتحدة والتى اعتدناها من واشنطن بصناعة الحركات المتطرفة وما أن تنتهى دورها تبدأ بالبكاء على الأطلال وحشد عالمى لدحرها، فهى التى دعمت القاعدة وعندما طالتها نيرانها فى حادثة 11 سبتمبر، ضحت بزعيمها أسامة بن لادن عام 2011 فى شو إعلامى كبير استغله أوباما لصالح حملته الانتخابية ليحقق انتصارا للدورة الثانية فى العام 2012، والآن جاء الدور على "د ا ع ش" كى تبدأ مسرحية إعلامية أكبر لتظهر فيه بمظهر المناهض للإرهاب فى العالم، وتنشغل أعوام الدول العربية بمكافحته أعوام، ووفقا لتصريح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الذى "أكد على ضرورة تشكيل أوسع تحالف ممكن من الشراكة عبر العالم من أجل مواجهة وإضعاف ودحر تنظيم داعش، مشيراً إلى أن هذا التحالف مرشح للاستمرار أشهرا وحتى أعوام!. فبأى حجة أسستها وبأى ذنب ستقتلها، وهل ستشارك فى دحر داعش بشعار مع ضد د ا ع ش.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة