الكابتن محمد أبوتريكة، بنى مجده الكروى وشهرته الكبيرة، عند انتقاله من نادى الترسانة إلى صفوف القلعة الحمراء، على الظهور أمام الجماهير المصرية العريضة، مرتديا ثوب التقوى والورع والأخلاق العالية، وكان مثالا يحتذى به سواء بمهارته الكبيرة فى الملعب، أو بأخلاقه وتدينه خارج الملعب.
استمرت حالة أبوتريكة المثيرة لإعجاب الجماهير بكل انتماءاتها، إلا القلة القليلة التى كانت ترى فى اللاعب أنه ممثل يجيد فن المراوغة داخل الملعب وخارجه، ومع ذلك استمرت هالة «القدسية» تحيط وتعانق «القديس» داخل وخارج الملعب، حتى اندلاع ثورة 25 يناير 2011.
وبعد مرور أيام قليلة على اندلاع ثورة يناير، واستمرار المتظاهرين فى ميدان التحرير، ظهر القديس أبوتريكة فى الميدان، إعلانا منه أنه يؤيد ويشارك فى الثورة ضد نظام مبارك، وهو الأمر الذى أحدث زخما شديدا، وقبولا كبيرا لدى المتظاهرين، وزادوا من هالات التقديس حول اللاعب أكثر وأكثر.
وبعد الثورة، بدأ أبوتريكة الشهير بالوداعة والأخلاق العالية، يثير أزمات ومشاكل مع إدارة ناديه، وزملائه، وتغيرت طريقة معاملاته مع كل من حوله، حتى مع عمال النادى، وزادت مع صعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، وظهرت حقيقة «القديس» وميوله السياسية، وأنه رجل الجماعة الخفى، الذى كان يلتقى مبارك وأبناءه علاء وجمال، وتربطه بهم صداقة.
الوجه الآخر للكابتن أبوتريكة، والذى كان مخفيا عن المصريين، ظهر بقوة، عقب أحداث بورسعيد الدامية، والتى راح ضحيتها العشرات من الشباب، وبدأ أبوتريكة، فى توظيف هذا الحدث، ومحاولة اختراق شباب الألتراس، وتجنيدهم لصالح الإخوان، وتجييشهم ضد المؤسسة العسكرية.
وضح جليا، أن جماعة الإخوان أصدرت تعليمات واضحة لأبوتريكة، بتوظيف الألتراس لخدمة أهدافها، كورقة ضغط كبيرة ضد الدولة، من إثارة الفوضى، والمشاركة فى مظاهراتهم، ونفذ اللاعب هذه التعليمات حرفيا، ومازال مستمرا فى تأدية هذا الدور بكل قوة، دون أن يضع فى اعتباره مصلحة البلاد، والمخاطر التى تهدده، وأصبح أبوتريكة، رسولا يبشر بديانة وعقيدة جماعة الإخوان، ويقبل أن يتعاون ويضع يده فى يد كل أعداء مصر، وأبرزها قطر وقناتها الحقيرة «الجزيرة».