سعيد الشحات

الخيال والحقيقة فى حلف الإرهاب

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل نستفيد من خبرة الماضى فى تكوين التحالفات الدولية بقيادة أمريكا، والتى تكون نتيجتها كوارث على المنطقة؟، كيف نكون ضد الإرهاب ومع تصفية بؤره فى أى مكان دون أن يكون هناك ثمن ندفعه من استقلالنا؟

أطرح الأسئلة، وكلى خوف من النتائج المترتبة على التحالف الدولى الذى تم تكوينه فى جدة بالسعودية ضد الإرهاب.

الماضى يعيد نفسه بقوة، فى حرب أمريكا ضد العراق والتى انتهت باحتلاله عام 2003، ذهبت السيناريوهات العاقلة والمحذرة إلى أن المخطط الأمريكى لن يأتى بالديمقراطية للعراق كما ذهب «بوش الابن» فى وعوده، وإنما سيتم تقسيمه إلى ثلاث دول على أسس مذهبية «شيعة وسنة وأكراد».

انتهت الحرب وتم تسريح الجيش العراقى بجرة قلم من حاكم العراق الجديد الأمريكى «بريمر»، كان القرار أشبه بما فعله الإنجليز والخديو توفيق فى مصر بعد هزيمة الثورة العرابية يوم 13 سبتمبر 1882، حيث تم تسريح الجيش المصرى، ومحاكمة قياداته الذين انضموا إلى الثورة، وتم تكوين جيش جديد قيادته من الإنجليز، هى سياسة ممتدة وواحدة من كل قوى الاستعمار فى المنطقة، قديما كان الإنجليز عندنا، وحاضرا تأتى أمريكا.

لم يكن الجيش العراقى طائفياً، وإنما قومياً عروبياً، بدا من قرار تسريحه أن المقصد هو إعدام العراق الموحد، والقضاء على أى ملامح للقوة العربية، جاء البديل فى ميليشيات طائفية من الشيعة والسنة والأكراد، قالت السيناريوهات أيضاً، أن الإرهاب سينشط أكثر، سيترعرع فى كل بقع المنطقة العربية، وقالت أيضاً، أن هناك دولاً فى المنطقة سيتم إزالتها، وكانت الأردن هى المرشحة، وقالت السيناريوهات إن القضية الفلسطينية ستدخل الثلاجة.

قال مصممو السيناريوهات، أن إسرائيل هى الفائز الأكبر، ولهذا ألزمها «بوش الإبن» والإدارة الأمريكية بالصمت فى هذه الحرب اللعينة، فلم ترد على صواريخ «سكود» التى أطلقها الجيش العراقى عليها، ولعبت دورها المخابراتى فى السر.

كان مبارك فى قلب التحالف الذى قاد الحرب ضد العراق، لم يعنه كل المحاذير التى طرحتها السيناريوهات المخيفة للمنطقة، كان حاكما بلا خيال وبلا رؤية عروبية حقيقية، كان تأمين نظامه هو همه الأول حتى لو تقطع العراق إربا إربا، وتقطعت كل المنطقة العربية.

الآن نواصل شرب كأس مرارة ما حدث عام 2003، يوم سار الأمريكان فى شوارع بغداد معلنين احتلال العراق، كان المشهد مفتتحا لما سوف يأتى، والسطر الأول فى تنفيذ كل السيناريوهات المحذرة، وجاءت باقى السطور فى تفكك العراق، فى دخول القضية الفلسطينية الثلاجة، فى تمزق الدولة الواحدة، فى تغيير معالم الخريطة العربية، فى سوريا التى يتم العمل على تقسيمها.

ماذا سيفعل التحالف الجديد ضد الإرهاب؟، هل سيقضى عليه حقاً دون أن يكون هناك ترتيبات سرية للمنطقة؟، المتشائمون يقولون إن القادم أسوأ، وأن «سايكس بيكو» جديدة مطبوخة وجاهزة فى معامل المخابرات الأمريكية وإسرائيل وبريطانيا، كانت الأنظمة العربية المساندة لأمريكا فى احتلال العراق، يعلقون على السيناريوهات المخيفة بالقول: «بلاش تخاريف»، لكن التخاريف أثبتت فيما بعد أنها عين العقل، فهل نأخذ هذه المرة المخاوف من الحلف الجديد مأخذ الجد؟، لعل عدم مشاركة مصر نوع من اليقظة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة