قائد القوات المصرية فى حرب تحرير الكويت يشيد بموقف السيسى فى مواجهة الإرهاب العالمى ويشكك فى فيديوهات داعش.. اللواء بلال: مساعى أمريكا للحرب ستسفر عن ميليشيات جديدة.. ومصر تحارب فعليا الفكر المتطرف

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 06:12 م
قائد القوات المصرية فى حرب تحرير الكويت يشيد بموقف السيسى فى مواجهة الإرهاب العالمى ويشكك فى فيديوهات داعش.. اللواء بلال: مساعى أمريكا للحرب ستسفر عن ميليشيات جديدة.. ومصر تحارب فعليا الفكر المتطرف اللواء أركان حرب محمد على بلال
كتبت ناهد الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذّر اللواء أركان حرب محمد على بلال، قائد القوات المصرية فى حرب تحرير الكويت من الغزو العراقى عام 1990، من أن تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على تكوين تحالف سنى لمواجهة خطر تنظيم "داعش" الإرهابى هو خطأ كبير يجب النأى عنه، لأنه سيخلق بالتوازى تحالفا شيعيا، ما سيؤدى لا محالة إلى صناعة صراع "سنى – شيعى" جديد، من شأنه تفتيت الدول العربية.

وأوضح اللواء أركان حرب محمد على بلال فى تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم الاثنين، أن المساعى والخطط الأمريكية التى تعلنها إدارة الرئيس باراك أوباما لمكافحة خطر داعش من شأنها أن تعيد تكوين ميليشيات جديدة، وما يتبع ذلك من مخاطر إعادة تدوير الكرة مرة أخرى دون حل للأزمة، مؤكدا أن العلاج الأنجح هو تقوية الحكومات المركزية لمحاربة الإرهاب على أراضيها بجيوش وطنية، وليس بقوات خارجية أو ضربات جوية لا طائل منها.

وقال بلال: "المعلومات المتاحة حتى الآن لا تكشف عن آلية مفهومة أو واضحة للولايات المتحدة لتنفيذ العمليات التى من شأنها أن تقضى على خطر مثل هذا التنظيم فحتى الآن غير مفهوم من سيفعل ماذا، وما هو دور كل دولة من دول التحالف".

وحول الدور المصرى، خاصة فى ظل تأكيدات القاهرة المتكررة أنها لن تشارك فى عمليات برية ضد داعش فى العراق أو سوريا، رغم دعمها لجهود التحالف وترحيبها به، ثمّن اللواء بلال قرار القاهرة ومطالبة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى لقائه مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أول من أمس بأن يكون أى ائتلاف دولى لمكافحة الإرهاب شاملا، ولا يقتصر على تنظيم معين، بل يتوسع لمواجهة الإرهاب حيثما وجد فى منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأشار اللواء بلال إلى أن مصر تحارب فعليا الفكر المتطرف، وهو ما يربط بين داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية على أراضيها، ممثلة فى جماعات مثل "أنصار بيت المقدس" وغيرها، موضحا أن الأفضل أن تحارب كل دولة الفكر المتطرف على أراضيها لأن تعدد جبهات القتال فى نفس الوقت ليس محبذا فى الفكر العسكرى.

وأشار قائد القوات المصرية السابق فى حرب تحرير الكويت إلى أن كلمة كيرى فى المؤتمر الصحفى مع نظيره المصرى سامح شكرى، والتى قال فيها "إن مصر فى الخطوط الأمامية لمواجهة التطرف"، والتى ربما عدها البعض بمثابة الإشارة إلى مشاركة مصرية فى العمليات، هى جملة منقوصة؛ حيث أوضح كيرى أن دور مصر واضح فى مكافحة الإرهاب فى سيناء، وكذلك دور مؤسساتها الدينية فى مواجهة التطرف.

وعلى الصعيد المصرى، يشير اللواء بلال إلى أن طول مدة مكافحة مصر لجماعات الإرهاب المسلحة على أراضيها، خاصة فى سيناء، لا يعنى فشل تلك العمليات، قائلا إن حجم العمليات الإرهابية تقلص تقلصا ملحوظا خلال الفترة الماضية بفضل جهود الجيش والشرطة، مشددا على أنه لا يمكن القضاء نهائيا على الإرهاب فى أى مكان فى العالم، لكن يمكن تحجيمه إلى أدنى حد ممكن.

ويرى اللواء بلال البارز أن مواجهة "داعش"، وغيره من التنظيمات الإرهابية، يجب أن تركز على تقوية الحكومات المركزية، سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا، من أجل محاربة الإرهاب على أراضيها بجيوش وطنية، ويكون ولاؤها الأول والأخير للدولة، لأن العمليات العسكرية ضد ميليشيات غير نظامية لن تسفر عن شىء إذا اقتصرت على الضربات الجوية، بينما القوات البرية الخارجية لن تتمكن من محاربة تلك الميليشيات غير النظامية أو الثابتة فى قواعد وأماكن واضحة، وهو ما يختلف عن مقاتلة جيش نظامى على غرار ما حدث فى عملية عاصفة الصحراء تحت مظلة دولية.

أما عما يثار عن تدريب واشنطن مقاتلين محليين من سوريا لمواجهة "داعش"، حذر اللواء بلال من مغبة ذلك، موضحا أن هذا المسلك يعيد تكرار ما فعلته أمريكا فى أفغانستان حين دعمت المجاهدين فى معاركهم ضد الاتحاد السوفييتى السابق، وهو ما تفرع منه لاحقا أغلب التنظيمات الإرهابية فى العالم ومنها "القاعدة"، والمنشقون عنه الجدد مثل "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما، وبالتالى ستقوم واشنطن بصناعة ميليشيات جديدة فى المنطقة.

وشكك اللواء بلال فى مدى صدقية ما يذاع من مقاطع مصورة لإعدامات يقوم بها عناصر داعش لمواطنين أجانب، قائلا إن تلك الفيديوهات تصور بتقنيات كبيرة لا يفهم كيف وصل إليها عناصر داعش، يفترض أنهم فى مناطق عمليات، ولا يمكنهم الوصول إلى تقنيات "هوليوودية"، مشيرا إلى أن المشاهدة الدقيقة لهذه المشاهد لا تظهر لحظات الذبح الفعلى ولا مظاهره من دماء أو انهيار انفعالى للضحايا المفترضين، مرجحا أن يكون لجهات ما أهداف من إذاعة مثل تلك التقارير من أجل تحفيز المجتمع الدولى على المشاركة، وهو ما يتزامن فى رأيه مع حماس واشنطن الذى ظهر فجأة لمكافحة الإرهاب، خاصة فى ظل اقتراب موعد انتخابات الكونجرس وضعف موقف حزب الرئيس الأمريكى فى مواجهة القضايا الخارجية، واحتياجه الشديد لـ"نصر رمزى" يرفع من أسهمه الانتخابية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة