حتى الآن لا أعرف سبب انتمائى لنادى الزمالك ومن كان وراء تشجيعى لفريق كرة القدم منذ منتصف السبعينيات تقريبا رغم أن تلك الفترة شهدت صعود نجم فريق الأهلى مع تولى المدرب المجرى الشهير هيديكوتى مع مجموعة اللاعبين الأشهر فى تاريخ النادى الأهلى مثل الخطيب وزيزو وإكرامى وصفوت عبدالحليم ومصطفى عبده ومختار مختار ومحسن صالح وأحمد عبدالباقى وجمال عبدالعظيم ومصطفى يونس وطاهر الشيخ ولم يحقق الزمالك فوزا على الأهلى طوال تلك الفترة، وفى كل مرة كنت ألوذ إلى البكاء فى صدر أمى أو جدتى رحمهما الله للتنفيس عن حزنى من هزيمة الزمالك.
ومع مرور الوقت حاولت التخلص من داء تشجيع الزمالك وفشلت كل المحاولات ولم يكن باليد حيلة سوى الاستسلام للون الفانلة البيضاء ذات الخطين الأحمرين، وكأنه قدر ومكتوب أن تشجع الزمالك فى زمن «الأهلى» وتحب «عبدالناصر» فى زمن «السادات» ومن بعده «مبارك» وتعشق صوت عبدالحليم فى زمن عدوية وشعبولا وتهوى اللون الأبيض فى زمن الثورة الحمراء.
ربما كان الحب لفريق الزمالك قدر ومكتوب على الجبين مثل الحب الأول فى حياة كل منا الذى لا تعرف له سببا ثم يتحول بعد ذلك لأى ذكرى تلجأ إليها مع سهر المصباح والأقداح حينا فحين.
رغم الخيبة وفقدان البطولات والهزائم المتكررة وتحديدا من الغريم التقليدى النادى الأهلى التى أصبحت طقسا معتادا ومألوفا مثل هزيمة كأس السوبر الأخيرة، لم تدفعنى للتخلى عن الزمالك إيمانا بالقضاء والقدر واللطف فيه، وأن الصابر والشاكر فى جنة الخلد.
المصيبة أن حب الزمالك الذى تحول بالنسبة لى إلى تاريخ وناد افتراضى أشاهد انتصاراته القديمة على «اليوتيوب»، انتقل دون أن أدرى إلى أحد أبنائى «يوسف» الذى لم يعاصر منذ أن تفتح وعيه على التشجيع أى فوز للزمالك على الأهلى، وحاولت إقناعه بالعدول عن تشجيع الفريق الذى تقلصت جماهيريته فى العشر السنوات الأخيرة دون جدوى. يوسف الآن عمره 16 عاما وفاجأنى بالأمس عقب هزيمة السوبر بالسؤال الحزين المحير «وبعدين يا بابا أعمل إيه إذا كان الزمالك اشترى كل هؤلاء اللاعبين ولا يفوز على الأهلى»، لم أجد إجابة إلا «اللهم لا اعتراض يا يوسف».