يقال إن امرأة جميلة أتت للجاحظ فى أحد المجالس وأغوته بدلالها، وطلبت منه الذهاب معها إلى السوق، فذهب معها وكله أمل فى قضاء ليلة حمراء، حتى دخلت به إلى أحد محال الصاغة، وقالت للعاملين فيه (مثل هذا) ومضت مسرعة، فلما سألهم الجاحظ عن حكايتها قالوا له: لقد أتت وطلبت أن ننقش لها وجه الشيطان على حلى من ذهب، فقلنا لها وما أدرانا بوجه الشيطان فأتت بك. هذه هى نفس علاقة أمريكا والغرب بتيارات الإرهاب الإسلامية، فلقد استغلوها فى البداية للقضاء على الفكر الاشتراكى فى الدول العربية، ثم بعد ذلك فى الحرب على الدول المؤيدة للاتحاد السوفيتى، وبعد أن تفككت جبهة اليسار وتشتت، أصبح الإسلام هو العدو القادم والغريم الجديد، فاستغلوا نفس الجماعات الإرهابية فى تخويف العالم، وترويج أفكار عدائية ضد الدين الإسلامى بشكل عام، ليستبيحوا الدول الإسلامية بحجة ذلك. فالتيارات الجهادية الكاذبة كانت وستظل هى الدافع الأول والسبب الرئيسى لهجمات الغرب على دول المنطقة، فطالبان فى أفغانستان والقاعدة فى العراق وحماس فى فلسطين وشباب الإسلاميين فى الصومال والآن داعش فى العراق وسوريا وما يختارون، فيكفى أن يشيعوا أن داعش دخلت إلى أى دولة لينقضوا عليها.
والمطلع على الأخبار الآن سيجد تصريحات غريبة للشخصية الكارتونية أيمن الظواهرى تؤكد أن القاعدة أنشأت ذراعا لها فى الهند، وهذه إشارة واضحة إلى أن مسلمى الهند سوف يتم إبادتهم فى المرحلة القادمة فانتظروا المذبحة. فهل من المعقول أن يشى القائد برجاله وأن تشرح جماعة إرهابية سرية كل خططها على (اليوتيوب) فحتى تلك اللحظة لم نعرف عن أسامة بن لادن منشئ القاعدة أى شىء سوى اللقطات المصورة له وهو هائم بسلاحه كالدواب فى الجبال، حتى حينما اصطادوه فى عملية (جيرانيمو) قتلوه وألقوا بالجثة فى بحر العرب، لينتهى دوره الغامض بشكل أكثر غموضاً، فصانع أكبر جريمة فى تاريخ الولايات المتحدة ومفجر أبراجها ومحطم طائراتها، والسبب الرئيسى فى هجماتها المتكررة على الدول الإسلامية وقتل وتشريد الملايين، قد يكون مجرد وهم أو فيلما متقن التصنيع، وقد صدر فى الولايات المتحدة نفسها المئات من الكتب التى تشكك فى عملية 11 سبتمبر، وتبرهن على عدم قدرة القاعدة على القيام بها، أو قدرة الطائرات على إسقاط هذا البناء الضخم فجأة، بل هناك من شكك فى وجود القاعدة من الأساس، وللحديث بقية.