متى يفوز الزمالك على الأهلى؟
الظروف كلها توافرت للفريق حتى يحقق بطولة وانتصارا على غريمه وعقدته الأزلية فى مباراة كأس السوبر، ورغم ذلك لم يفعل.
أحسن لاعبين فى مصر ومدرب مشهود له، ودعم جماهيرى للاعبين والجهاز الفنى قبل المباراة، ووعود ومكافآت كالمطر حال تحقيق الفوز، أضف إلى ذلك كل توقعات النقاد بالورقة والقلم كانت تصب فى تحقيق الحلم العزيز، لكنه تحول بأقدام اللاعبين إلى سراب، حتى بعد انتهاء الوقت الأصلى للمباراة والاحتكام إلى ضربات الترجيح، الأهلى ضيع ضربتين وأهدى الزمالك نصف الطريق للفوز فلماذا لم يستغل اللاعبون الفرصة؟ هناك ثلاثة تفسيرات لنتيجة مباراة الأهلى والزمالك، واستمرار مسلسل حرق الدم للجماهير المسكينة المصابة بالسكرى والضغط، أولها أن المكتوب مكتوب وأن قدر الزمالك مهما اشترى لاعبين وتعاقد مع مدربين وأنفق من أموال هو المنافسة على المركز الثانى مع الإسماعيلى ووادى دجلة وسموحة، وينصح الحكماء فى مثل هذه الحالات المستحكمة بعدم تحدى المقدر والمكتوب وتوفير الملايين التى يلهفها لاعبون رزقهم واسع، والتركيز على قطاع الناشئين وتصعيد لاعبين مقاتلين ولاد حلال يمكن المنافسة بهم فى البطولات الأفريقية، لعل وعسى يكون للفريق نصيب على منصات التتويج.
التفسير الثانى لوكسة السوبر يتعلق بالروح التى غرستها الإدارة والجهاز النفى فى اللاعبين، إحنا عندنا أحسن لعيبة، إحنا مش محتاجين مدرب، ده لو قابلناه عشر مرات هنكسبه عشر مرات، دا إحنا هنزل نقطعهم وننصب لهم السيرك، إحنا مدرسة الفن والهندسة وهما خسرانين خسرانين، دول معندهمش لعيبة، وفعلا نزل العتاولة الملعب زى معلمين الحيتية، ناقص كل واحد شيشة وطاولة وتبقى كملت، تقال فى الملعب واثقين زيادة عن اللزوم، مابيحاربوش ع الكورة، تايهين، لا ده عيد عبدالملك ولا ده عبدالشافى، سيسيه شبح لم نشعر بوجوده، ومحمد كوفى شربة خروع وأحمد توفيق غلبان غلبان، والفريق على بعضه متفاجئ بالولاد بتوع الأهلى، منظمين ومقاتلين وعندهم روح، والخواجة جاريدو قدر فى وقت صغير إنه يطعم الفريق، ويعمل ميكس شكله حلو بين القدام والجداد، ويقرا الملعب ويغير فى التشكيل عشان ياخد اللى هو عاوزه من الماتش، عكس العميد اللى فضل واقف يتفرج زينا لحد النهاية والفرق الوحيد بينا إنه كان يشاهد من الملعب.. التفسير الثالث والأخير، يخص روح الفانلة الحمراء، الموضوع طلع حقيقى، وفى روح فعلا بتحرس الفانلة الحمرا، تمنحها القوة عشان تستمر فى الصدارة جيل ورا جيل، بصرف النظر عن البطولات أو الانتصارات والهزائم، الروح دى هى روح النظام والاستقرار والعقل والوسطية، يعنى إيه الكلام ده، يعنى إدارة الأهلى بتستلم من بعضها راية النظام، مفيش هرجلة ولا عشوائية ولا فتن ولا ضرب فى بعض من تحت الترابيزات، يعنى المدرب له كل الصلاحيات بجد، والإدارة تحاسبه آخر الموسم حساب حقيقى على رؤيته وإضافته للنادى، محمود طاهر مثلا مش ممكن يروح السوق ويرجع باتنين تلاتة لاعيبة ونص ويرميهم لجاريدو ويقوله اطبخ لنا النهارده فريق بالملوخية، واللعبة نفسها عارفة الكلام ده، ودورها تحفظ تكتيكات وخطط وتنفذ فى الملعب وتبذل جهد وعرق قدام المنافس حتى لو فاكر نفسه الريال أو البارسا، وعشان كده روح النظام لازم تنتصر وتسود وتستمر. وعلى عقلاء القبيلة البيضاء أن يدركوا وبسرعة أن الانتصارات أدب ونظام وتخصص مش هز كتاف وتصريحات نارية.