استغربت كثيرًا من حكاية مطالبة الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى من المستشار شعبان الشامى، قاضى محاكمة «وادى النطرون»، بضرورة تعزية المحكمة له فى وفاة والد زوجته الذى توفى مؤخرًا، حيث صرخ مرسى من داخل القفص للقاضى: «توقعت أن تعزينى المحكمة فى وفاة والد زوجتى ولكن محصلش»، وهذا كلام المعزول مرسى الذى لا نعرف كيف يطلب من قاضيه أن يعزيه فى وفاة والد زوجته، وكأن هذا القاضى صديقه، وعمومًا لا يهمنا هنا إن كان مرسى يريد العزاء من القاضى، أم من هيئه الدفاع، فمرسى مازال يعيش دور الرئيس الشرعى للبلاد، وهو فى دنيا غير التى نعيشها، والدليل أنه مهتم بعزاء «حماه»، ونسى السقوط الكبير الذى تتعرض له جماعته داخليًا وخارجيًا، والضربات التى تتلقاها هذه الجماعة على يد أجهزة الأمن داخل مصر، وأصدقاء الإخوان خارج مصر، سقوط جعلنى على يقين بأن جماعة الإخوان فى حالة وفاة إكلينيكيًا، وتحتاج كلمه عزاء من أو إلى مرسى نفسه.
نعم، ما يحدث للجماعة من تخلى قطر عن قيادات الإخوان وحلفائها، وطردهم من الدوحة يجعلنا نقول لمرسى: «البقاء لله فى جماعة الإخوان يا دكتور مرسى»، وهو واجب العزاء الوحيد الذى يمكن أن نقدمه لمرسى، ومرشده محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر الذين ينتظرون المزيد من أحكام المؤبد والإعدام بسبب استمرارهم فى استخدام شباب الجماعة من الطلبة فى الجامعات المصرية ليموتوا دفاعًا عن باطل لم يعد له وجود أو شرعية منذ الإطاحة بمرسى، وانهيار عرش الإخوان داخليًا، والآن تنهار الجماعة خارجيًا خاصة بعد أن تخلت الدوحة عنهم، ولا يهمنا السبب وراء تغيير الموقف القطرى، هل هو بسبب ضغط أمريكى، أم سعودى – إماراتى، المهم أن نهايه العد التنازلى للإخوان فى قطر، الدولة الراعية لهذا التنظيم، قد بدأ بالفعل، وأن أغلب قياداته فى حالة تخبط، وصلت مع بعضهم إلى الموت الذى يستحق أن نقدم فيه العزاء.
إذن، يا دكتور مرسى نقدم لك العزاء ليس فقط فى «حماك»، بل فى تنظيمك الذى أراد بمصر سوءًا فانتقم منه الله، لأننا شعب طيب أراد التعايش معكم بصفتكم مصريين، فانقلبتم علينا، وحاولتم تقسيم المجتمع إلى فسطاطين، الأول مؤمنون، والثانى كافرون على طريقة «داعش»، لكن جاء الفريق السيسى ليطيح بأحلام هذه الجماعة التى دفنت منذ 30 يونيو 2013، وتستحق منا أن نقول «البقاء لله يا دكتور مرسى فى وفاة جماعتك».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المهدي
ياريت تنشروه
عدد الردود 0
بواسطة:
هيكل
ان للة وان الية راجعون