بينى وبين الإمارات محبة دائمة، فقد هبطت أرض دبى للمرة الأولى فى 23 يانير عام 1999، فرأيت مدينة صغيرة ومنظمة ونظيفة، وسرعان ما اتسعت المدينة، واستقبلت الوافدين من 200 جنسية مختلفة، الكل جاء إلى دبى – والإمارات عمومًا – للعمل والبحث عن الرزق، بعد أن ضاقت بهم بلدانهم.
أهم وأجمل ما يميز هذه الدولة العربية الشقيقة تبجيلها لفضيلة إتقان العمل، هذه الفضيلة التى تراجعت فى مصر بشكل مخيف فى العقود الأخيرة، فكل من يعمل بالإمارات يوقن تمامًا أنه إذا لم يؤد واجبه على أكمل وجه فلا مستقبل له فى بلد النظام والنظافة والجمال.
لا تغفر الإمارات للكسالى وعديمى الذمة، وتكافئ المجتهدين والموهوبين بسخاء، وهذا أحد أسرار نجاح هذه الدولة المدهشة. المثير للإعجاب أن لكل إمارة طابعها الخاص، فالعاصمة أبو ظبى تتسم بالجدية واستشراف المستقبل عند إقامة مشروعاتها العملاقة، بينما دبى تحرص على التفوق والتألق العالمى – برج خليفة أطول أبراج العالم على سبيل المثال – فى حين تحتفى الشارقة بالثقافة والفنون والآداب «معرض الشارقة الدولى للكتاب من أهم المعارض العربية».
هذا التنوع فى الاهتمامات منح الدولة ثراءً وغنى، حتى صار العمل أو زيارة الإمارات حلم يراود الملايين من شباب العالم، وليس من العرب فقط، وهو حلم مشروع لأن كثيرًا من أوطاننا ضاقت بأهلها للأسف الشديد.
فى دبى تنسى مؤقتا مشكلات مصر التى لا تنتهى، وتتأكد أن الشعوب قادرة على صنع المعجزات إذا توفر لها قادة مخلصون وأهداف واضحة ومحددة، وفى الإمارات تقع تحت طائلة المقارنة الموجعة بين النظام المرورى هنا وفوضانا المروروية فى مصر، وتحزن، وتتساءل لماذا لا نتعلم من هذا البلد الطيب كيف نخطط مدننا وننظم شوارعها وحدائقها بأسلوب حديث مثلما فعل أهلنا فى الإمارات، حتى تصبح الحياة فى مصر محتملة!
ليتنا فى مصر نسترد فضيلة إتقان العمل بأقصى سرعة، وليت حكومتنا تنتبه إلى أن الشعوب على استعداد تام لبذل أقصى جهد إذا شعرت بالأمان والعدل والإنصاف، وليتنا نتعلم من الإمارات أن الحياة متعة وليست عقوبة!