فى عام 1997 قررت دبى إطلاق جائزة سنوية للأداء الحكومى المتميز لاختيار أفضل أداء لدائرة ومؤسسة حكومية، وأفضل مدير وموظف على جميع المستويات الوظيفية بالإمارة، فى إطار برنامج للجودة لتطوير الأداء الحكومى بتطبيق المعايير الدولية للجودة على الهيئات والمؤسسات الحكومية مثل تسهيل الإجراءات والشفافية وسرعة الأداء وإتباع الأساليب الحديثة فى الإدارة، واكتشاف القياديين وتفعيل العلاقة بين الهيئة أو المؤسسة أو الجهة الحكومية والمتعاملين معها وتدريب الكوادر المحلية وإزالة العوائق بين المراجعين والمؤسسة.
وصدرت الأوامر من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبى حاليا وولى العهد وقتها، بأن يكون الاشتراك فى الجائزة إجباريا للدوائر الحكومية.
جائزة تمنح سنويا ضمن برنامج دبى للأداء الحكومى المتميز لأفضل أداء لدائرة من دوائر حكومة إمارة دبى، وموظفى مختلف الدوائر على جميع المستويات الوظيفية، حتى يتم رفع مستوى الأداء الحكومى لمواكبة الأداء فى القطاع الخاص عبر وسائل رقابة متعددة.
وبالفعل وعلى مدار أكثر من 15 عاما، ساهم البرنامج والجائزة فى تحسين أداء الأجهزة الحكومية والارتقاء به وكل مقيم وزائر لدبى يلمس ذلك، واجتذبت الجائزة أيضا القطاع الخاص، وأصبح الاحتفال السنوى بمثابة يوم الحساب من الحكومة لدوائرها وأجهزتها وكل مدير دائرة ينتظر بفارغ الصير نتائج لجنة التحكيم التى يترتب عليها قرارات لتعديل أداء المدير الأسوأ والإدارة السيئة.
دول عربية حاولت الاستفادة من تجربة دبى، خاصة دول الخليج، ونجحت التجربة إلى حد كبير فى الارتقاء بالأداء الحكومى وتقليص حجم وأشكال الفساد داخل الجهاز الحكومى، وتحقيق أهداف التنمية التى وضعتها للنهوض بالوضع الاقتصادى والاجتماعى أيضا.
والسؤال هنا: لماذا لا نستفيد فى مصر من مثل تلك البرامج فى استراتيجية محاربة الفساد التى أعلنها الرئيس السيسى وحكومة المهندس إبراهيم محلب لوقف نزيف الفساد فى المحليات، التى وصفها ذات يوم زكريا عزمى، رئيس ديوان الرئيس الأسبق مبارك، بأنها «وصلت للركب». ففساد المحليات والأجهزة الحكومية فى مصر لن نستطيع معه تحقيق أى تنمية نريدها، فالفساد يلتهم أى تنمية يمكن تحقيقها.
ربما ننجح بتشجيع المؤسسات الحكومية فى كل محافظات مصر وتحفيزها بزيادة الاعتمادات المالية السنوية للوزارة أو للمحافظة أو المدينة أو المؤسسة أو الهيئة الحكومية التى تفوز بجائزة الأداء الحكومى المتميز، فهل يمكن تطبيق مثل تلك الأفكار والاستفادة منها؟