حسن شاهين

هل يصبح التيار حزبا؟

الخميس، 18 سبتمبر 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد عانت مصر طوال الفترة الماضية اضطرابا شديدا فى الأحوال السياسية بسبب ضعف الأحزاب المدنية وتخبطها وحالة الدمار التى سيطرت عليها وعدم تجدد الدماء بداخلها، مما جعلها أحزابا هشة وضعيفة، وكان لذلك أثر كبير بعد قيام الثورة، وهو عدم قدرتها على استيعاب الشباب ودمجهم فى الحياة السياسية والعمل على تثقيفهم وفرز كوادر جديدة منهم وطرحها للمجتمع حتى تستطيع تحمل المسؤولية فيما هو قادم.

والآن نحن نقف أمام حزب جديد سوف يبدأ الانطلاقة لتكوينه بشكل رسمى وقانونى حتى يستطيع من بداخله العمل دون قيود، وهو حزب التيار الشعبى.

ومما لا شك فيه أن تجربة تأسيس حزب التيار الشعبى هى تجربة فريدة من نوعها فى العصر الحديث، نظرا لأن القائمين على تأسيس هذا الحزب هم شباب فى المقام الأول، وتلك هى النقطة الرئيسية، «الشباب» عليهم أن يخوضوا تجربتهم الحزبية، وأن يأسسوا ويشاركوا فى حياة سياسية سليمة هم من يقودوها بعد أن عانوا الكثير والكثير داخل أحزاب قد انتهت فترة صلاحيتها ولا تريد التحديث والتغيير إلا ما رحم ربى.

ونسأل اليوم أنفسنا: هل يصبح التيار حزبا؟

والإجابة هنا: على الشباب أن يخوضوا تجربتهم بكل جدية بلا تراجع والتأكد من نسيج العمل، وأن أساسه مبنى على أفكار وطنية وأهمها خدمة الوطن والمواطن والانتماء لثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو والإيمان بالعدل والكرامة والحرية والاستقلال الوطنى فهى ركيزة بناء أى مجتمع صالح.

ولكن هل السعادة تأتى حين يصبح التيار حزبا فقط لا غير وأرى أنه بالعكس سوف تقع على الشباب مسؤولية أكبر، وهو ما سوف يقدمونه من أفكار ومقترحات وأعمال تفعل على الأرض تفيد المجتمع وتخدم المواطن البسيط.

وعلى الشباب أن يضعوا فى اعتباراتهم أن تأسيس حزب التيار الشعبى ليس من أجل الصراع على السلطة، ولكن من أجل التنافس الشريف ذى الفرص المتكافئة وطرح البدائل والأفكار الأفضل دائما، وتقديم حلول للمشاكل المعاصرة من متخصصين، والأهم هو فكرة العمل على بث الثقافة والفكر والوعى السليم داخل عقول الشباب حتى يستطيع فى المستقبل الدفع بهم وطرحهم على المجتمع، كل فى مجاله الذى لا يتنافى إطلاقا مع العمل السياسى، بل هما مكملان لبعضهما البعض.

فالتجربة الحزبية هى الخطوة الصحيحة فى ذلك الوقت لتطوير العمل السياسى، وخطوة جادة للعزم على تقديم كل ما هو أفضل من جهود الشباب لخدمة وطنهم وشعبهم والوقوف فى قضايا مصيرية لا رجوع فيها للخلف.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة