كمال حبيب

أوباما المتردد.. وصعود داعش

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقديرات الاستخبارات الأمريكية تقول: إن عدد المنخرطين فى صفوف داعش يتراوح بين عشرين ألفا وثلاثين ألفا، وكانت تلك التقديرات من قبل تقول: إن هؤلاء المنخرطين لا يزيدون على عشرة آلاف، أى أن جحافل المنضمين إلى التنظيم تتصاعد وكثير منهم يأتى من أمريكا وأوروبا.

سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق وأفغانستان وأحد أهم المتخصصين فى شأن التنظيم "رايان كروكر"، يقول: إن مواجهة "داعش هو قدر الولايات المتحدة الأمريكية الذى لا يمكنها الفرار منه وعليها مواجهته"، وكثير من قادة أوباما العسكريين قدروا أنه لا بد من مواجهة التنظيم قبل أن يتعاظم، لقد وصفه "رايان كروكر" بأنه تنظيم القاعدة لكنه يتعاطى المنشطات، بينما كان الرئيس الأمريكى يقول: "إن أعضاء التنظيم لا يزالون بعد مبتدأين فى لعبة الإسكواش".

كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعيش محكوما بعقدة "بوش الابن" الذى سبقه والذى أعلن الحرب على تنظيم القاعدة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وتشاء الأقدار أن يواجه أوباما المتردد العاجز نفس الموقف بعد ثلاثة عشر عاما من الحادث ليعلن الحرب على تنظيم داعش، لم يكن "أوباما" يريد أن يستخدم عنوان الحرب على التنظيم كسمة لاستراتيجيته الجديدة التى أعلنها تحت ضغط التنظيم والظروف، وليعلن حلفا دوليا لمواجهة التنظيم الذى تأخر هو كثيرا وتردد فى مواجهته أن يكون هناك خطة أفضل من أن لا تكون هناك خطة على الإطلاق، وقد كان حال أوباما فى مواجهة التنظيم "دعه يعمل دعه يمر، فهو لا يمثل تهديدا مباشرا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية"، كما أن التنظيم يمكن استخدامه كورقة فى التوازنات الداخلية فى سوريا فى مواجهة نظام الأسد مع عجز المعارضة وتمزقها وتردد أوباما نفسه فى أن يستمع لنصائح السعودية فى ضرورة تسليح المعارضة المعتدلة.

كان أوباما يريد أن يترك الإقليم المضطرب الذى يصحو وينام على أحداث سريعة لا يمكن متابعتها ليهتم بقضايا "أوكرانيا وآسيا"، قواته قد غادرت بسرعة العراق عام 2011 دون أى بناء أو تدريب للجيش العراقى الذى حوله الطائفى "نورى المالكى" إلى جيش لطائفته الشيعية وحزب الدعوة الذى جاء منه أغلب قادة العراق الشيعة والذى تحالف مع القوات الأمريكية التى جاءت واحتلت العراق عام 2003 وانخرطت فى عملية سياسية من طرف واحد دون نظر لمعاناة السنة ومثلثها الغاضب المضطرب الثائر .

عديد من كتاب المقالات والافتتاحيات فى الصحف الأمريكية تحدثوا عن الدور النشط وكيف هو مرغوب فى السياسة الخارجية حيث لا يترك الرئيس نفسه للبيروقراطية التى عادة ما تسعى للكسل دون فاعلية كافية لأحداث متواترة وقلقة وتحتاج لفاعل يقظ يحررها من كسلها ، وقد كان "أوباما" على العكس من ذلك تماما، وفهم تنظيم داعش رسالة "أوباما" المتراخية والكسولة فى تعقبه، وتوكل على الله ومضى متصاعدا معلنا الخلافة الإسلامية، وليعلن أبو بكر البغدادى عن نفسه كخليفة يجب على المسلمين بيعته فهو وارث تنظيم القاعدة بلا منازع، وهو من أسس الدولة للسنة فى زمن أصبح العربى السنى مهانا مهضوم الحق، ومن هنا صار هو من يعبر عن مظالم شباب عشائر السنة فى العراق، وسقطت الموصل فى يده وأصبح التنظيم يسيطر على ثلث العراق وثلث سوريا ويتاخم بحدوده دولا كتركيا والسعودية والأردن.

أوباما حتى لم يكن يريد أن يتحرك بضربات جوية فى العراق، ولم يكن يريد أن يتحرك نحو سوريا حتى عرض التنظيم مشاهد ذبح الصحفيين الأمريكيين وهم يذبحون، وهنا لم يعد ممكنا للرئيس المتردد العاجز أن يصمت، تحرك بعد فوات الأوان وأكد لكل منتقديه أن سياسته الخارجية كانت فاشلة وعاجزة وأنه لا يرقى أن يكون فى مستوى قياصرة أمريكا الكبار، أحد أهم دلالات علاقة أوباما بتنظيم داعش تشير إلى أن سياسة خارجية مترددة تكلف صانعيها الكثير بما فى ذلك الهيبة والاحترام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة