من بين أهم الحوارات الإعلامية للرئيس عبدالفتاح السيسى وقت الانتخابات، كان لقاء الإعلامية نجوى قاسم على قناة العربية الحدث ووقتها تحدث السيسى للمرة الأولى عن الشباب بكل صراحة، وقال فى 5 نقاط مركزة: «الشباب يعانى من ظلم – يواجه الإهمال – يحتاج للشعور بالثقة فى الحالة وليس الشخص – يريد أن يرى تغيرا حقيقيا – دورى الاستماع والصبر عليهم ومحاورتهم وعمل كل ما يمكن من أجلهم لأنهم الكتلة الأكبر فى مصر».
النقطة الثالثة عن ثقة الشباب فى «الحالة» وليس «الشخص»، هى الأخطر، لأنها المعيار الحقيقى للحكم على اهتمام السيسى بالشباب من عدمه، والحالة تقتضى الرصد والتقييم، والتقييم يتطلب عرض 4 مشاهد أساسية تحتاج إلى إعادة نظر فى العلاقة بين السيسى والشباب.
المشهد الأول: دخول أحمد دومة محكمة جنايات القاهرة على كرسى متحرك بعد أيام من إعلانه الإضراب عن الطعام فى السجن، دومة على الكرسى المتحرك ليس دومة الذى نعرفه، نشيط، قوى، جرىء، يتمتع بحيوية وطاقة عالية، ولكنه دومة القعيد، دومة الذى أنهكته ليالى السجن الطويلة، دومة الذى يعانى من آلام فى الجهاز الهضمى، ويقدم عشرات الطلبات لكى ينقل إلى المستشفى دون جدوى، دومة الذى يترك زوجته وهو فى العام الثانى من الزواج.
مشهد دومة هو تعبير عن الحالة، دومة شاب مصرى نقى ثورى، قد يكون أخطأ فى التعبير عن رآيه ولكنه لم يجرم فى حق البلد، دومة خلف السجون بعد ثورتين، شارك فيهما للوطن لا للمصلحة، دومة خلف السجون ورجال مبارك تنعم بالخارج، دومة شاب يتعرض للظلم، وينتظر أن ترفع الظلم عنه سيادة الرئيس كما وعدت.
المشهد الثانى: قبل أيام خصص أحد الإعلاميين بقناة خاصة حلقتين بواقع 6 ساعات لسيدة تدعى كذباً على شباب ثورة يناير، وعلى حركتى 6 أبريل وكفاية، وهذا المشهد يتناقض مع ما ذكره السيسى نفسه فى حوار العربية من أن الشباب يحتاج إلى تغيير حقيقى، فهل التغيير هو أن يمارس الإعلام نفس الدور السيئ فى تشويه صورة الشباب.
المشهد الثالث: داخل أروقة قصر الاتحادية، التقط السيسى صوراً مع أغلب فئات المجتمع ممن عقد بهم اجتماعات وتحاور معهم، مع الصحفيين ورؤساء التحرير، مع الإعلاميين، مع المعلمين، مع أساتذة الجامعات، مع مسؤولى المديريات الزراعية، لكن لم تخرج صورة للرئيس مع الشباب، لأن الرئيس لم يدع الشباب لأى لقاء، لأى حوار، رغم أن السيسى قطع على نفسه عهدا بأنه سيستمع لهم ويصبر عليهم ويحاورهم لإيمانه بأنهم الكتلة الأكبر، اللهم إلا جلسة صغيرة نظمها حازم عبدالعظيم لم تكن معبرة عن قطاع عريض من الشباب.
المشهد الرابع: إمسك ورقة وقلما واكتب أسماء الشباب فى المناصب الهامة بمؤسسات الدولة، اكتب أسماء مساعدى الوزراء أو مستشاريهم، أو حتى مديرى مكاتبهم، ستجد أن المناصب التنفيذية بالدولة خالية من الشباب رغم وعد الرئيس بأن أماكنهم محفوظة، لأنهم أصحاب الثورة الحقيقين، لن تجد إلا اسما واحدا فقط وهو المهندس باسل عادل مساعد وزير الشباب والرياضة.
النهاية، الشباب يستحق منك سيادة الرئيس أن تنصت إليه، تستمع إلى آرائه، تعيد ثقته فى الحالة من الجديد، تزيل أى عوائق أمام مشاركته فى نهضة البلد.
الرئيس السيسى، سيادتك من قطعت العهد على نفسك.
هل تسمعنا؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد سعد
وهل الشباب بنظركم هم دومه و6 ابريل
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مجلس نواب بدون 50% شباب باطل باطل باطل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
Nonaharoun
اى شباب