طارق الشناوى بالنسبة للكثيرين هو واحد من أهم النقاد السينمائيين، ولكن بالنسبة لى كان هو أول الناصحين والذى وضعنى على بداية الطريق الصحيح لفهم الفن، وهو من أوصانى بضرورة الالتحاق بالمعهد العالى للسينما لتطوير أدواتى، ولكى أكون أكثر فهما للحركة السينمائية، وكيفية صناعة الفيلم، ولم يبخل يوما بمعلومة، وظل طارق مع حفظ الألقاب يقف فى تلك المنطقة بالنسبة لى، خصوصا أنه نموذج للدأب.
الأحد المقبل يمثل الزميل والصديق طارق الشناوى أمام النيابة للتحقيق فى اتهامه بسب وقذف وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، بسبب المقال الذى نشره الشناوى فى جريدة التحرير الزميلة تحت عنوان «وزير الانتقام» الذى انتقد فيه أداء عصفور فى الوزارة، ومواقفه من بعض الشخصيات، وهو الخبر الذى لم أصدقه، فى اللحظة الأولى، من باب الصدمة حيث تساءلت كيف لرجل مثقف بحجم الدكتور جابر عصفور، الذى كنت أراه منذ أن كان أستاذا فى الجامعة يعلم الطلبة حرية الفكر وأهمية التفكير وضرورة الاختلاف، فكيف لأستاذ جامعة أن يتحول إلى ديكتاتور؟ هل السبب هو الكرسى؟ هل الرغبة فى الاستمرار التى تجعل قامة، بحجم جابر عصفور، يرفض أن يوجه له أى نوع من أنواع الانتقاد؟ هل صار الدكتور صاحب الآراء الليبرالية فوق النقد؟ ألم يسمع وزير الثقافة عما يسمى بحق الرد بدلا من اللجوء إلى الصدام ورفع الدعاوى القضائية، كأنه يرفع العصا فى وجه الجميع، ويقول إن كل من تسول له نفسه فكرة الانتقاد سيتم تحويله إلى النيابة؟
الدكتور جابر عصفور.. هل تعلم أو لعلك تذكر جيدا، أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى كان ينتقده الكثيرون من أكبر صحفى لأصغر صحفى فى مصر، وأحيانا كان يصل الأمر إلى حد التجريح الشخصى، لكنه كان أكثر ذكاء وتفهما، ولم يفكر يوما فى رفع دعوى قضائية، او اتهام أحد بسبه وقذفه، كان هذا هو فاروق حسنى.
إذن ماذا أنت فاعل بالحركة الثقافية، وصناع المشهد السينمائى والثقافى فى مصر؟ السيد الوزير أمامك معارك ثقافية كثيرة تخوضها، وهناك تحديات كثيرة أمام الثقافة المصرية التى تراجعت وتحتاج لاستعادة دورها، وزارة الثقافة نفسها تحتاج لثورة من داخلها، والدولة لن تحارب الإرهاب بالسلاح، فالفن والثقافة هما الأقوى والأكثر تأثيرا، عليك أن تقوم بدورك، واتركنا نحن ننتقد أو نطرح تساؤلاتنا لأن هذا هو حقنا، ودورك أن تعمل، وتساعد على خلق حالة إيجابية، لا أن ترفع عصاك فى وجه من يخالفك، لأن ما قمت به هى سابقة ستظل مرتبطة باسمك وتاريخك، حاول أن تستعيد بعضا من الدكتور جابر عصفور أستاذ الجامعة، وليس الوزير صاحب الكرسى الذى لا يدوم.