من أجمل الأمور التى تسعد الإنسان أن يرى مطبوعة صحفية جديدة تهتم بالسينما وفنونها، باعتبار أن السينما تكاد تكون أهم نشاط إنسانى يجمع الفن والثقافة والاقتصاد فى بوتقة واحدة. لذا وجبت الحفاوة بمجلة سينماتوغراف التى أوشك رئيس تحريرها الناقد السينمائى المصرى أسامة عسل على إصدارها بشكل مطبوع.
اللافت للانتباه أن هذه المجلة تصدر فى زمن اختفى فيه الإصدار السينمائى المتخصص، بالرغم من أننا كنا نحظى فى السابق بوجود مجلات تولى شؤون الفن السابع الاهتمام الذى يليق به. هذا الاختفاء بالغ الغرابة إذا علمت أن العرب ينظمون الآن نحو 25 مهرجانا سينمائيا كل عام، نذكر منها مهرجانى القاهرة والإسكندرية ومهرجانى دبى وأبوظى، ولن ننسى مهرجانات الدوحة ولبنان والمغرب والجزائر وتونس إلى آخره.
كل هذه المهرجانات ولا توجد مجلة محترمة واحدة تتابع وترصد وتحلل ما يعرض فيها؟ أليس هذا أكبر ظلم يتعرض له جمهور الذواقة، وهم بالملايين بالمناسبة؟ أليست السينما أداة تثقيف وإمتاع؟ أليست صناعة تسهم فى دعم الاقتصاد وتعزيزه؟
لقد اقتحم مسؤولو مجلة سينماتوغراف هذا المجال وهم مدججون بثقافة سينمائية رفيعة، ومقتنعون بضرورة أن يكون للعرب إصدار متميز وفريد يعكس اهتمامهم بالسينما وفنونها، كما انتبه القائمون على هذه المجلة إلى أن الشارع العربى فى حالة جوع شديد لمجلة تلبى أشواقه فى المعرفة السينمائية، وتساعده على اكتشاف أسرار هذا العالم الشاسع والثرى.
أكبر دليل على حالة الجوع هذه هو ما تثبته الأرقام، فبعد حفنة أيام قليلة من إطلاق صفحة مجلة سينماتوغراف تحت شعار «ذاكرة العالم أمام عينيك» على موقع الفيس بوك تزايد عدد المعجبين بها إلى أكثر من 4000 متصفح، ويتوقع رئيس التحرير أن العدد سيتضاعف مرات عديدة فى ظرف أسابيع قليلة، وهو توقع أظنه صحيحًا وصادقا.
عند تعاملك مع مجلة سينماتوغراف ستكتشف أنها تحترم عقل القارئ وذوقه، فالمجلة حشدت لها مراسلين من معظم الدول العربية يتسمون بالكفاءة والمهارة، والمجلة تطوف بك فى فضاء السينما لا فى العالم العربى فحسب، بل فى كل بقعة تحتفى بالسينما وتهتم بها، فقد كان لها تغطية مدهشة لمهرجان كان الأخير، ومهرجان الإسكندرية، كما أنها حريصة على استعادة أجمل الأفلام الكلاسيكية وتقديم قراءات ومعلومات عنها.
كذلك تستضيف المجلة أقلام نخبة معتبرة من نقاد السينما المحترمين مثل كمال رمزى وعلى أبوشادى وغيرهما، وتحرص أشد الحرص على أن تكون المادة المنشورة مصاغة بلغة عربية فصحى ورشيقة وجذابة.
حقا.. إن مجلة سينماتوغراف فتح جديد فى دنيا الصحافة السينمائية ما أحوجنا إليه لنعرف ونتعلم ونرقق مشاعرنا حتى لا نترك أصحاب الفكر المنغلق والمتشدد والإرهابى يسطون على عقول شبابنا ويدمرونهم!
مجلة سينماتوغراف.. أهلا بك فى مملكة السينما وبلاط صاحبة الجلالة.