فى الحلقة الأولى من ملفات وقضايا شائكة، نتحدث عن التعيين فى الوظائف العامة بالدولة، والذى أصبح -وبكل أسف - بالوراثة فكل أب أو أم تعمل فى جهة حكومية تجد أولادهم موظفين فى تلك الجهة سواء كان الأولاد لديهم مؤهلات وشروط التعيين من عدم فلا يوجد فرق، المهم "تستيف" الورق يكون تمام.
ولا شك أن هذا الأمر قد جعل من الجهاز الإدارى فى الدولة "مستنقع" وملجأ لأولاد القيادات دون الوضع فى الاعتبار احتياج هذا الجهاز إلى عمالة كفء بحق قادرة على ملء الفراغ وإحداث نقلة نوعية عن طريق الوظيفة فى الجهاز المطلوب التعيين فيه، بذلك تكون الوظيفة وشاغلها معول بناء فى مصر الجديدة.
ولم تسلم بعض الأجهزة النوعية و"الحساسة" من هذا الأمر فللأسف أن تعيين الأبناء والأقارب طال الأجهزة الرقابية للدولة جميعها. والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يراقب الأب أولاده؟ فى جهة العمل الموجود بها أو الجهات المختلفة والموجود فيها أولاده، ونعود ونسأل أنفسنا لماذا الأجهزة الرقابية لا تؤدى عملها فى الرقابة؟!، أظن أن الإجابة قد وصلت إلينا.
هذه القضية من القضايا الشائكة التى أضعها أمام القيادة الجديدة للدولة للمصرية لوضع حد لهذه "المهازل" والتى تسببت فى قيام ثورة 25 يناير وموجة التصحيح فى ثورة 30 يونيو عندما قام الإخوان بتمكين أبنائهم وأنصارهم من الوظائف العامة والتى هى حق لكل مواطن تتوافر فيه شروط التحاق بها.
اتضح للكل أن من ضمن أسباب صناعة الإرهاب فى أى دولة وجود جهاز إدارى فاسد ومن ضمن الفساد فى الجهاز الإدارى التوريث فى الوظائف العمومية والتى من المفترض أن تتاح لكل الشباب أصحاب الكفاءة والتميز.
الأمر جد خطير ندق ناقوس الخطر لعل الأمر يصل إلى صاحب الأمر... وللحديث بقية فى قضية شائكة جديدة فى الحلقة القادمة..... حمى الله مصر وشعبها.
د. عبد الله المغازى
ملفات وقضايا شائكة.. التعيين فى الوظائف العامة "1"
الجمعة، 19 سبتمبر 2014 08:37 م