القضية الفلسطينية هى بلا شك القضية المركزية لمصر وللعرب ولكل المسلمين ولمحبى السلام فى العالم كله، هى قضية إنسانية إسلامية مسيحية، ليس لأنها قضية استعمار استيطانى عنصرى أصبح الوحيد الباقى فى العالم فقط، ولا لأن إسرائيل قد اغتصبت أرضا تحت زعم أكاذيب وترهات وخيالات وهمية تستمد من توراتهم وحسب تفسيراتهم المريضة والمغرورة، أو لأنها تسحق شعبا وتنهب أرضا وتقتل بشرا على مدى ما يقرب من سبعين عاما ولا يطرف لها جفن، أيضا لأنها هى أداة استعمارية عنصرية راوغت أحلام نابليون، وتحققت بوعد بلفور 1917 ومازالت مستمرة بفضل ورعاية الاستعمار الأمريكى الجديد، وهذا حتى تكون هى الشوكة فى خاصر العالم العربى الذى لا يريدون له التوحد بل يخططون علانية وينفذون الآن ما خططوا بهدف تفتيت المنطقة على أسس طائفية، والواقع السياسى العربى الآن خير دليل من السودان للعراق لليمن لسوريا للبنان لليبيا إلى ما يريدونه لمصر ليس الآن وبعد 30 يونيو، ولكن منذ يوليو 52 وحروب 56، 67، 73 هى جولات للصراع العربى الصهيونى، بما يعنى عدم المزايدة على الدور المصرى المتفرد الذى مازال وسيظل مناصرا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطينى، كمان أن المقاومة الفلسطينية المنظمة منذ إعلان منظمة فتح مع كل منظمات المقاومة بكل تنوعاتها هى أشرف عنوان لنضال الشعب الفلسطينى لاستعادة أرضه السليبة، ومع كل التقدير لهذه المقاومة حيث إنها تعمل وتناضل من أجل هدف شريف من أجل الأرض والبشر، ولكننا قد وجدنا حماس تلك المنظمة الإسلامية التى ظهرت بعد منظمات كثيرة زمنيا وقد قدرنا ومازلنا نقدر دورها المقاوم وجدناها تختصر القضية فى بعدها الإسلامى فقط وتقصد وتصر على إسقاط باقى الأبعاد الأخرى للقضية، الشىء الذى يخصم من رصيدها بين المؤيدين عربيا وعالميا، كما أننا قد وجدنا حماس كفصيل مقاوم تعلى من تطلعاتها للسلطة على حساب دورها المقاوم حتى إننا قد وجدنا- وياللأسف الشديد- انقسام الفلسطينيين، فهناك سلطة فى غزة وسلطة فى رام الله تختلفان وتتصارعان وتتساومان، ولا يوجد أعظم من ذلك يكون فى صالح الدولة الصهيونية، والأهم أن حماس- وهى أحد فروع جماعة الإخوان- قد وجدناها بنفس الفكر والسلوك والأهداف فالسلطة هى الأهم سواء حصلوا عليها باسم الدين أو باسم المقاومة المسلحة، فارتباط حماس بالإخوان جعلها تنحاز لنظام الإخوان، بل أصبحت متورطة فى اتهامات سيتم الفصل فيها قضائيا، بل أصبحت تنحاز إلى دول وأنظمة تجاهر بالعداء لمصر الآن مثل تركيا وقطر، كما وجدنا مشعل يحتفل الخميس الماضى بانتصار حماس فى الدوحة، ويوجه التحية لتميم وأردوغان والمرزوقى، ثم عرج بتحية كل الدول العربية والإسلامية، ولم يذكر مصر غير أنه قال مصر ساهمت فى المفاوضات ومطلوب منها الكثير وفتح معبر رفح، فإذا كان مشعل يعلم دور مصر ويطلب منها الكثير فبأى حق فى وجود هذا الموقف ضد مصر؟ وإذا كانت مصر لا تستحق الشكر فلماذا قبلتم دورها فى مبادرتها التى قبلتموها بعد أن أمرتكم قطر برفضها؟ ولماذا تحتفل حماس وحدها بهذا الانتصار فهل لا يوجد فصائل مقاومة غير حماس؟ وهل هى الشعب الفلسطينى كله أم هى الوصية على هذا الشعب وعلى القضية؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حافظ
المزيد من الضوء على تصرفات حماس
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حافظ
المزيد من الضوء على تصرفات حماس